لقد أحب الشاعر ابراهيم ناجي ايام دراسته فتاة كانت زميلته في الدراسه الثانويه
حباً عذرياً جعله يتعلق بها ويبني آماله الكبيره فبادلته نفس الشعور
قبل أن تفرط في حبه وتغدره في عهده ولقد رأى حجم حياته في تلك
الفتاة التي خدعته في نهاية المطاف فأنهارت الآمال التي بناها
وانعدم الحجم الذي من أجله عاش فلم يجد لنفسه عزاء إلا ان يهيم
بكلمات الأطلال التي يجد فيها العزاء لنفسه فأتت بداية القصيده
بالعزاء لقلبه الذي هو مصدر حبه معزّياًله
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/2.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يا فؤادي لا تسل أين الهوى = كان صرحاً من خيال فهوى
أسقني وأشرب على أطلاله = واروعنّي طالما الدمع روى
كيف ذاك الحب أمسى خبراً = وحديثاًمن أحاديث الجوى
لست أنساك وقد أغرتني = بفم عذب المناداة رقيق
ويد تمتد.... نحوي كيد = من خلال الموج مدّت لغريق
وبريق يسمح الساري له = أين في عيني ذاك البريق[/poem]
وتزوجت الفتاة شاب آخر فأنتفضت رجولته لا يريد ان يكون اسيراً
لفتاة لم تصن عهده ولا يريد أن يظل يئن تحت جراح الماضي
وأراد أن يبحث عن حرية نفسه التي هي أغلى من كل حب
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/18.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أعطني حريتي أطلق يديا = أنني أعطيت ما أستبقيت شيا
آه من قيدك أدمى معصمي = لم أبقيه وما أبقى عليا
ماأحتفاظي بعهود لم تصنها= وإلام الأسر والدنيا لديا[/poem]
وصادف في أحدى الليالي وهو يخرج من فندق على شاطيء النيل
إمرأة مع زوجها تنظر إليه بنظرة شاحبة تبدو عليها الأسف
في التخلي عن العهد وضياع الوفاء .. وكانت نظرة فيها صحوة
الماضي لإبراهيم ناجي فشاهد المرأة تمسح بطرف منديلها قطرة
من الدمع ...دون أن يدرك زوجها الواقف بجانبها
فأسرع إبراهيم ينطلق بسيارته عبر شوارع القاهرة حيث أنه هو
الآخر هاجت فيه عاطفة الماضي مليئة بالأسف والحسرة
فأستطرد في القصيدة قائلاً:
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/2.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أيها الساهر تهفو = تذكر العهد وتصحو
وإذا ما التام جرح = جد في التذكار جرح
فتعلم كيف تنسى = وتعلم كيف تمحو[/poem]
ثم يقول أمسح الأسف ولن تنال إلا ما قدر لك وختم الأطلال
بالرضوخ قائلاً:
[poem=font="Simplified Arabic,4,white,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/21.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يا حبيبي كل شيء بقضاء = ما بأيدينا خلقنا (00000)
ربما تجمعنا أقدارنا=ذات يوم بعد ما عز اللقاء
فإذا أنكر خلّ خلّه= وتلا قينا لقاء الغرباء[/poem]