.... كنت من الأشياء التي أمارسها على الدوام أن الوذ بأرصفة الشارع عن بيتنا , و كان هذا شيء يقلق
أمي و يغضب أبي.. و يجعل أخوتي يمارسون الفتوة كثيراً علي لكي يقمعون . حاشى لله أن ألومهم.. و لكن
ذاك شيء أنا لا أفهمه.. و هو الأمان الذي أجده في الشارع ..!! رغم أنه في أحايين كثيرة يغيّب بيت جيراننا
الذي يشبه بيتنا بكبره و كثرة قاطنيه صديقتي منى ... ومع هذا أستمر في الشارع رغم وحدتي فيه .
فـ منى تستسلم لسطـوة عمها . بينما أنا يعاقبوني في الصباح و أخرج في المساء و يقرعون في الصباح
و أخرج في الصبح ذاته , لا يمكن أن يتفهم أحد سبب خروجي المستمر لشارع ...و لا أنا أفهم أيضاً ...
و لكن حصل أن أمي أرادت أن تستجد طريقة لمنعي فأختارت الترغيب و كان هذا خياراً غريب بالنسبة لي ..!!
حيثي لا حظت و أنا أمارس عادتي بالتسكع في الشارع أن أخي عبد الرحمن يأتي متأبطاً مركبة مغرية لي
و الكثير من الألعاب و هن أدوات زينة بلاستيكية ملونة.. و قطار له سكة تركيبية طويلة ,
و الكثير من الأشياء الممتعة لي و لا زلت أذكر عِظم فرحتي بهن و أبتسامة أخـي التي توحي بالأنتصار و هو يحملهن..
أذكر جيداً أني فرحت بهن كثيراً .. وهذرت أكثر على أمي و أخوتي في ذاك اليوم ..بأن الشارع هو من المحرمات لي بعد اليوم . و أني لن أبرح بيتنا و و و ...و لكن حصل أن صبوت ..!!وعدت لعادتي من بكرى ..!!؟
فأغضب ذلك أخوتي وجن جنونهم ... بينما أمي أستسلمت للأمر و آمنت أن لا مفر منه ..
الشيء الذي أعيه الآن هو كل ما أريده وقتها و هو ما لم أعرفه و ما لم يتوصلوا له أهلي هو أن تكف
أمي عن البكاء . و شكواها المستمرة ... و أن يكفن أولئك النسوة عن غِيبة أمي على مسمعي فهن لا علم لهن ..
بأني أفهم أن ما يغتابنه هي أمي رغم محاولة تمويههن ....
سأعود ...
.