العودة   منتدى بريدة > منتدى المجلس العام > المجــلس

الملاحظات

المجــلس النقاش العام والقضايا الإجتماعية

 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 04-08-06, 04:34 am   رقم المشاركة : 1
السائح
عضو محترف





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : السائح غير متواجد حالياً
كــيــف يكــون الوســـيـــم قــبــيــحــاً والقــبــيــح وســـيــــمـــاً ؟ !


لا أعتقد أن أحداً منا يستطيع أن يخفي أثر الجمال على نفسه وقلبه , فالنفوس لا تطرب إلا على أوتار

الجمال والقلوب لاتتمايل إلا على أنغام الحسن , ولذلك قال الشاعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــر :

إن أنت أبصرت الجمال ولم تـــهــــــم كنت امرءاً خشن الطــبــــــاعِ بـــــــلــيـــدا

وفي كل مكانٍ وزمانٍ يظل الجمال سيد الموقف وأمير الساحة , وكلمة الجمال بحد ذاتها كلمةٌ يستعذبها

اللسان ويكررها القلب ويستلذ بها العقل ’ ولحكمةٍ يراها الله فقد كان محمد عليه السلام جميلاً وكان أنبياء

الله جميعاً موصوفون بالجمال ومنهم أجمل البشر يوسف عليه السلام , ومنحهم الله هذه الميزة لأن الناس

يتقبلون من مكتمل الخصال مالا يقبلون من غيره , ولكي لا يجد الشامتون نقيصةً في رسل الله فيشمتوهم

بها .

ولقد كان الجمال ولا زال أحد الإغراءات التي قل أن تصبر عنها النفوس’ ولذلك فمن السبعة الذين يظلهم

الله في ظله رجلٌ دعته امرأةٌ ذات منصبٍ وجمالٍ فقال : إني أخاف الله .

إنني وبكل صراحة ومن منطلق إيماني أشــجــــع على الجــمــــال وأدعو إلى التجــمــل [ إن الله جميلٌ يحب

الجمال ] .

فلست ضد الجمال بشيء , ولكن دعوتي منصبة على الجمال التكاملي الذي يكمل بعضه بعضاً وهو جمال

الشكل والروح , وبالأدق فلا أحد يقبل جمالاً شكلياً بلاجمال روح , لكن الجميع يقبل جمالاً روحياً بلاجمال

شكل لأن الروح هي الأساس ’ ولكن الطامة الكبرى حين يجتمع قبح الشكل والروح.

جـمالُ الـروحِ ذاك هو الجـــمــالُ تـطيبُ بـه الـشمائــلُ والخِلالُ

كثيرون هم أولئك الشباب الذين تقابلهم ـ ولا أقول الفتيات لأننا ببساطة ولله الحمد لا نقابلهن ـ وتسعد بهم

ولكن أحسن الخالقين سبحانه فاضل بين خلقه لحكمةٍ جليلة قد لا ندركها فمن هؤلاء الشباب مَنْ هو جميلٌ

بجمالِ يسبي العقول,ومنهم قبيح لا تطيق رؤيته العيون ,, ولله في خلقه شؤون .

ومن خلال مجتمعنا الذي نعيش واقعه سواءً في المدارس أو الملتقيات الصيفية والنواي الترفيهية كثيراً ما

نشاهد ونتعجب من شبابٍ يُــقــبِّحـــون جمالَهم بمــحـــــــــض إرادتهم وطوع اختيارهم .

ونتعجب أكثر من شبابٍ يُعوِّضون قُـبـحَ أشكالهم بجمالٍ أرواحهم فيزهون بالجمال الحقيقي المنشود

وهم يتمثلون قول الحبيب عليه الصلاة والسلام [ إن الله لا ينظر إلى صوركم وأشكالكم ولكن ينظر إلى

قلوبكم .. ]

ولكي نكون في الصورة أكثر سأضرب هذا المثال :

عندي طالبان يدرسان في المرحلة المتوسطة أحدهما أبيض فاتنٌ رائع الجمال ,,

والآخــــر أســـود كالفحمة أو كالــحـــجـر الأســود أو أشــد سواداً ..

فـيَـــصــِــــحُّ عـلــــيـــه الــــقـــول :

هيهات ُيــْــبصَـــر إلا فــي تــبــسـُّـمِـهِ فــــــلا يــُكَــلَّــمُ إلا حــيـن يــبــتـسـمُ

لكن الثاني ـ وبكل أمانة ـ أجمل من الأول بكثير . . وذلك حينما نقيس بالمقياس

الحقيقي لـلـجـمــال الــــذي قــــــــــــــــــــــــــــــــــــــال عـــنـــه الـــشـــاعـــر :

ولا تُـغني إذا حـسنت وجـوه وفـي الأجـساد أرواحٌ ثـقالُ

ولا الأخـلاق لـيس لها جذور مــــــن الايـمان تـوّجها الكمالُ

زهـور الـشمع فـاتنة ولـكــن زهـور الروض ليس لها مثالُ

حـبال الـود بالإخلاص تــقــوى فـإن يـذهب فلن تقوى الحبالُ

حـذارِ مـن الجدال فكم صديـــقٍ تـعـاديـــــه إذا إحـتدم الـجدالُ

بأرض الخِصب إما شئت فازرع ولا تــــجدي إذا زُرِعَـتْ رمالُ

جـمال الـروح ذاك هو الجمـــالُ تـطيــب بـه الـشمائل والخلالُ


فالطالب الثاني يتمتع بخفة الظل وصفاء القلب على الآخرين ودوام الابتسامة

الصافية الصادقة الودودة , وقــــــــــد قــــــــــال الـــشـــاعــــــــــــــــــــــــــر :


قف في الحياة ترى الجمالَ تَبَسُّما

والظلُّ من ثغر الخمــــائل قد همى

أتظن أن الأنسَ يسكنُ برهــــةً

قلباً ولم يك في الحقيـــقة مسلما؟!

لا والذي جمع الخلائق في مني

وبدا فأعطـــى من أحــل وأحرما

ما في ربوعِ الكونِ أجملُ منظراً

من مؤمـــنٍ للسـَّــعدِ جَدَّ ويمَّما

إن مت من بعد الحيــــاة فإنما

هي نقلةٌ تلقى حيـــاة أوسمــــا

في ظل ربٍّ كنتَ قد وحدتـَـــه

تلقاه في الأخـــرى أبرَّ وأكرمـــا

بل كيف ترحلُ والحياةُ تقودهـــا

ما للعوالــم حول قبــــرك جثَّما

فاسعد.. فقد ظفرت يداك بصفقـــة

واهنـــأ فإنك بعد لن تتـــــندما

وظني أن هذا الطالب الأسمر لم يجد مشكلةً في لونه , وذاك لأنه كان دائماً في قلبه

يترنم بأبيات إيليا أبو ماضي التي يقول في ضمن مطلعها :

كُــنْ جميـــــلاً تــر الوجــود جميــلا

مما جعله محل محبة الجميع من الطلاب والمعلمين ويشتاق له الكبير قبل الصغير,,

بينما الطالب الأول اكتفى بجماله الخلاب واستعلى وتخلى عن كل القيم والأخلاق ,مما جعل الآخرين

يشمئزون منه ويتضايقون لوجوده فلا خير في جمال الشكل إذا قبحت الروح كمثل الرمانة التي يعجب العين

شكلها لكنك إذا فتحتها وجدتها رديئةً نتنةً فلا تملك إلا أن ترميها ولو أن الأول أضاف إلى جماله جمالاً كما

كان يوسف عليه السلام لكان حرياً بكل فنون الخيرات ,والله وحده أهل الكمال والجمال ,

على أن من الشباب من يتحلى بالجمالين ولله الحمد والمنة .

فهل سنسعى إلى جمال الروح قبل جمال الشكل ؟!

سؤالٌ يبزخ نفسه . . . ! !







التوقيع

إذا طوقتك جيوش الظلام ...
فثق أن صبحك حتما قريب..

 
مواقع النشر
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع
:: برعاية حياة هوست ::
sitemap
الساعة الآن 11:11 pm.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة

المشاركات المنشورة لاتمثل رأي إدارة المنتدى ولايتحمل المنتدى أي مسؤلية حيالها

 

كلمات البحث : منتدى بريدة | بريده | بريدة | موقع بريدة