يقال ياسيدتي ...
إن الحزن موحد ... فلا يشعر به إلا صاحبه ... وإن العين مخرجه ومتنفسه ... وإن القلب مقره ودار إقامته ... وإن الفكر منبره ومقام خطابه ... وإن اليد الكاتبه وزيره ...
ويقال ياسيدتي ...
إن للصمت أحيانا ً ضجيج يطحن عظام الصمت ... وإن الإنسان يخرج من صمته بضجيج أشبه بالهذيان ... فهو لا يتكلم ... بل يصرخ ويصيح بصوت جهري ... وإن لم يكن مسموع ...فتتشكل عبرته حروف على الورق ...حبرها مدامع أخرجتها المحاجر ... تتراقص على نبض قلبه ... الحزن يكسوها ... والوجد يرسلها ... والشوق يقودها ... لتصل إلى من وجهة له ... فيعجب بها ولا يعجب بكاتبها ... هنا يعتريك الحزن جلداً ... ولا ينسلخ منك حيا ... فيكون الملازم الا زم ...
ويقال ياسيدتي ...
إن اليل بحر مختبط ... وإن سطحه مخيف مقلق ... فكيف أعمق أعماقه ... وإن الإنسان لا يبحر به طوعاً ... بل كرها وجبراً ... وإن مايدعوه للأبحار به أما الشوق ... أو الوله ... أو الوجد ... أو الحنين ... أو أحلام تتصور ... أو أطياف تتمثل ... فأن ترجمتها إلى واقع ... أو صورتها حقيقه أمامك ... هنا يصيح ليلك محيطاً بك ... إلى غياهبه يستهويك ويستدرجك ويسحبك ... وتصبح أغرب أهل الأرض ...
ويقال ياسيدتي ...
إن جراح العاشق لا تبرأ أبداً ... وإنها لا تندمل مهما طال بها الزمن ... وإنما تبقى مندثره تحت أنقاض الماضي ...وإن الذكرى كعطر شذى داخل زجاجه محكمه ... ساعة فتحتها تثير الجروح ... ويصيبها الشمم ... فتنزف المحاجر تضامن معها ... فإن كانت الذكرى مؤلمه تتضاعف النتائج ... هنا يصبح جرحك غائر ... وإلى قتلك سائر ... فتصبح أحزن أهل الأرض ...
ويقال ياسيدتي ...
أن النفس بالسوء تأمر ... وإن العقل ليحتار ... وإن الفكر لينهار ... وإن الروح لتختار ... وإن الشوق ليجوب الأقطار ... وإن الخيال ليغزوا الأبصار ... فتثير الوجد وتحرض الشوق ... وتزرع الحنين ... وتحصد الأحلام ... فتصيح الكلمات والحروف ... وتطلب الرحمه من كل رءوف ... فما من عين ترى ... وما من أذن تسمع ... ولا من قلب مجيب ... ولا من يد تحنوا أو تمتد ...
تقبلوا مني خالص الشكر ... وعظيم الإمتنان ... دمتم بخير ’’’
sbt500@hotmail.com