( نقلا عن جريدة الوطن )
والدي تعرض لأحداث خطيرة أثناء قيادته لقطار الحجاز التاريخي
كشف حيدر فضل حسين أحد أبناء سائق قطار الحجاز التاريخي بين مكة والمدينة والشام لـ"الوطن" عن معلومات جديدة تنشر لأول مرة عن القطار رقم 105 الذي كان يقف خلف مقوده والده محبوب علي، والذي كان ـ على حد قول ابنه ـ أصغر سائق قطار في تلك الحقبة التاريخية الصعبة.
وتحدث حيدر فضل في سرده لمواقف وذكريات والده مع القطار وعن حصول الكاتب الرحالة فؤاد حمزة على مخططات مشروع سكة حديد الحجاز، التي كانت حينها بحوزة مهندس المحطة هاشم رشيد ، ولكنه احتفظ بها بعد أن استفاد منها في جملة من أبحاثه.
ويؤكد ابن الراحل محبوب على أن والده كان "الوحيد من أبناء الجزيرة الذي يعمل في سكة الحجاز" إضافة للشيخ عبد المجيد خطاب، الذي كان يعمل موظفا في المحطة نفسها.
وتطرق حيدر إلى جملة من المخاطر التي واجهها قطار الحجاز في زمن والده والتي أدت إلى انقلابه مرتين، كانت إحداهما بسبب حدوث عمل بشري تخريبي مفاجئ في أحد مواضع سكة الحديد، وهو العمل الذي كاد يودي بحياة سائق القطار محبوب علي وذلك حين أطاحت إحدى الشظايابالطربوش الذي كان يرتديه الأخير.
وأشار حيدر فضل إلى تنقل والده المولود عام 1307هـ في عدة مواقع في سكة الحجاز، بدأت بتزويد مقود القطار بالفحم، ليصل بعد فترة وجيزة إلى مقصورة القيادة في وظيفة قائد للقطار رقم 105.
ويؤكد فضل أن والده عاش أثناء عمله خلف مقود القيادة "جملة من الأحداث الخطيرة تباينت بين السياسية والعسكرية والإنسانية والاجتماعية حيث قادته تلك الأخيرة أثناء عمله المتواصل إلى الزواج من ابنة الـبكباش علي رمزي" وهو الذي كان حاكما لمدينة "نابلس" في فلسطين وقتذاك.
وعاصر محبوب علي أحداث "سفر برلك" التاريخية الصعبة، والتي "أكره فيها أهالي المدينة المنورة على الخروج منها بالقوة" كما يقول حيدر , الذي أضاف " كانوا يلوذون بالبادية والمدن الإسلامية هربا من الجوع والفتن التي عاشتها المدينة في تلك الحقبة، وكان المحظوظ منهم هو من أقله القطار إلى مكان آمن، فيما يضطر آخرون إلى قطع المسافات الطويلة راجلين".
وكان خط مسار قطار الحجاز في تلك الفترة يمر من منطقة "معان" الرئيسية شمال السعودية وحتى المدينة بـ22 محطة تقريبا، والتي منها العقبة، والمدورة، ذات الحاج ، تبوك، ودار الخضرة، المعظم، دار الحصر، شق العجوز، مدائن صالح، إلى أن يصل إلى آبار الغنم، ويمر في زمرد، وبئر المجدد، والراية، وهداية، وإسطبل عنتر، ليقطع آبار نصيف، وأبو جابر، وأخيرا بئر عثمان، ليصل لمحطة العنبرية الرئيسية في المدينة المنورة.
وكان الملتقى العلمي لأبحاث المدينة المنورة والذي عقد أخيرا قد أشار في إحدى توصياته إلى "أهمية بناء سكة الحجاز بين مكة والمدينة" وذلك وفقا لجملة من الدراسات والأبحاث السكانية والاقتصادية التي قام بها الملتقى قبل عدة أشهر.