نَوِّر بفتياك جَواً شِيبَ بالظُّلَمِ
شعر : عبدالعزيز بن عبدالله الرويس
----------------
نشرة هذه القصيدة بجريدة الجزيرة الخميس الماضي ولم ادرك معناها
فلو تفضل احد من الادباء بشرح المقصود لكان له من الشكر والتقدير----------------
إلى سماحة الشيخ الجليل رئيس هيئة كبار العلماء ومفتي بلادنا وفقه الله أقول:
مُفْتي البلاد أُرانا في دنا العتمِ
نَوِّرْ بفتياكَ جواً شِيْب بالظُّلمِ
كم مِنْ فتاً قامَ يُفتينا ويرْشِدُنا
وَمِنْ قُضاةٍ هُمُ في حاجةِ القيمِ
كلا الفريقين نَهْواهُمْ على سَعَةٍ
من المعارف والأخلاقِ والشِّيمِ
قُلْ للعبيكانِ عصْري غير ذي القِدَمِ
فنحنُ طِرْنا وعُمْنا ندْرِ للأُمِ
اجلس لتأتِيكَ أخْبارٌ على جملٍ
أوْ سابحٍ زجَّهُ الخيَّالُ باللُّجمِ
ونحْنُ أخبارُنا تأتي مُهاتَفَةً
عَبْرَ الجِهازِ صريحاً دُونما بَكَمِ
كلُّ الحوادِثِ تأتينا مُصوَّرةً
بِكُلِّ مرْنا نراها في صفا كلِمِ
لله دركَ تُفْتِنا بحادثةٍ
نَبْقى بفتياك في قاسٍ من الألمِ
يابنَ العُبيكانِ اخبارُ الأنامِ بَدَتْ
مِثْلَ الذي عندنا لا مشي بالظُّلمِ
أوقدِ سراجَكَ تدري ما يدُورُ هُنا
مِصْباحُنا كهربا نشي بِلا عتَمِ
لو كانَ وحْياً لقُلْنا نَستكيْنُ لهُ
لكنَّهُ مِنْ كلامِ الناسِ في القِدَمِ
الحكُمُ يمشي مع العِلاتِ في فلكٍ
لا ما تراه كماضٍ صارَ في القدمِ
زَوْجُ الفريقِ بفتوى الشيخ ما رُحِمتْ
تبْقى سِنيناً ولوْ تبكِي مِن السَّأمِ
في مِصْرَ مجْلسُ شُورَاهُم يقُولُ لنا
نِصْفٌ مِن الشَّهْرِ تبقى وهي في كرَمِ
ثُمَّ الحِدادُ على فقْدِ الشَّريكِ لها
إن الشَّريعةَ تُعْطى اليُسْر في النُّظمِ
ونحن نأملَ مُفْتينا يَقُولُ لنا
نَصاً يُسطَّرُ بالقِرطاسِ والقَلَمِ
نحنُ نرثْهُمْ ولكن لا نُوِّرثُهُمْ
من بعضهم نَصَّهُ الرَّحْبيُّ في نَغَمِ
أمَّا القُضاةُ فيُفْتوا وِفقَ ما نَظَروا
هذا الذي يقْتَضيهِ الشَّرْعُ للْفَهِمِ
لِكلِّ حادثةٍ حُكْمٌ يُصاغُُ لها
نَمْشي بهذا بلا حيفٍ ولا نَدَمِ
وَمَرْجِعُ الكُلِّ شرعِ الله في بلدي
ما أرْوع الوحْيَ في الأحكامِ والقِيمِ
يَرْضى به الخَصْمُ لا تلقاه ممتعضاً
لأنَّهُ وحيُ ربي باريَ النَّسمِ
لَيْتَ المشائخُ تُدْني لي مَوارِدَهْ
قَرِيَبةَ العَبِّ والفُتيا لمُختصِمِ
ليرتوي جالسٌ للحكم دون عَناً
يفتى بها من أتى في وجه مُبْتسِمِ
بجلْسةٍ تجْعَلُ الخصمينِ قد خلصَا
بلا إعادَةِ تكرارٍ ولا بَرَمِ
هذا الذي أتمنى في محاكِمِنا
تَمْشي عليْهِ وتُعفينا من السَّأمِ
تبرَّمي ليس مِنْ أحكامِ شرعتنا
تَبرُّمي مِنْ حَفَا التَّرْدَادِ بالقدم
جلساتهم لشُهورٍ نستمر بها
وكَمْ تَعَالٍ جرى يؤذي لِمُحْتكمِ
وكم مواعِيدَ تُعْطى في محاكِمنا
بها أضعتُ زمَاناً غير مُنْصَرِمِ
ما أجْمَلَ الأمْس نأتِي نَحْو قَاضِيناَ
وفي دقائقَ جرَّ الحكمَ بالقَلَمِ
يُرْضِي الخصُومَ وَيُجرِي الحكم في أَدَبٍ
خُلْقُ العليم يُحيلُ الصَّعبَ للعدمِ
أقْسَمْتُ بالله إن الشَّرْع مُحتكِمي
لكنّ عصْري كثيرُ النَّبذِ للقِيَمِ
لِذاتَنَا زلْتُ عنْ حقِّي لِمعْرِفتي
لما سألقى مِن الإعياءِ والبَرَمِ
كَمْ للمحاكمِ من أجْرٍ إذا عَملتْ
بنيِّر الشَّرعِ في بُعْدٍ من السَّأم
فراقِبُوها لتمشي وفْقَ شرْعتنا
وَخَلِّصُوها مِنَ التَّعقيدِ في النُّظُمِ
العرض العادي
