[frame="2 70"]في الرحاب الطاهرة
هل انت في طيبة أم أنه حلمُ
هنا التقى والعلى والمجد والقيم ُ
حطت بنا من سماء الشوق طائرة
كأنها النسر للآفاق تلتهم
قلنا لها قول من ثارت عواطفه
هذا أوانك فاشتدي بنا زيم
هنا المدينة تلقاها مرحبة
وقصر سيدنا كالفجر مبتسم
من كل فج عميق جاء زائرها
كل على ناظريه يزهر الحلم
في ذلك الحشد قد قالت جموعهم
محمد لم يمت ويل لمن زعموا
يا سيدي يا رسول الله ما ملكت
نفسي سوى الدمع إذ يغتالني الكلم
طفت المدائن آثاماً ومعصية ً
والقلب متجه دوماً لنوركم
فاصرف هواهن عن نفسي ومعذرة ً
يا سيدي حيث نهوى يشرد القلم
* * *
باب السلام يناديني فأرهبه
هنا الملوك على أعتابه خدم
كل يسلم يا بدرا بلهجته
ولهجتي أمل يسعى به ندم
يستغفرون من الدنيا ولعبتها
أنت الشفيع ومنك الجود والكرم
وأظفر الخلق من صلى بروضته
بنورها زال عن أرواحنا الصمم
وفي البقيع نسور الله خاشعة
كأنما كسيت نوراً قبورهم
بدت دوارسها والمجد يسكنها
أعلى وأشرف قدراً من قصوركم
سرنا إلى أحد أفديه من جبل
وفوقه أسد الإسلام مرتسم
هنا رجال من الإيمان قد صدقوا
ما عاهدوا الله لم تفتر لهم همم
* * *
يا سيدي عادت الأصنام ثانية ً
هذي الشعوب وكل عنده صنم
وألف خيبر في أيامنا نهضت
أين الإمام تهاوت تحته القمم
وحرب داحس والغبراء ماانطفأت
وأمة العرب في أيامنا أمم
لك التحيات يا سيف الهدى أبداً
يا خير من نطقوا عدلاً ومن حكموا
إذا أردت أراد الله مطلبكم
بمدحكم في يدي قد ينطق القلم
إنا عشقناك فكراً في ضمائرنا
لا ننحني ورصاص الغدر محتدم
وهديكم كان رغم البعد بوصلتي
والقلب يرشدني إن زلت القدم
لا أستطيع ركوب البحر معذرة
حسبي من القول إيماء لنوركم
[/frame]