ـ تذكر ينعشك ..
تضع يدك على قلبك .. تحس بثورة هائلة غير معتادة من الخفقان المتضارب! تحس بقلبك ساخناً ..
يدور ساعتها في مخيلتك أكثر من سؤال .. عن هذه الظواهر الطارئة وغير المتناسقة، تطرح أكثر من سؤال .. تجد إجاباتها لا تؤدي إلى تبرير ما حدث لك !.
تزداد الحيرة .. وتتواصل ..
لكنك تقف متأملا بهدوء !
تبحث عمن أثار داوخلك .. وجعلها تشتعل وتضطرب .. وقليلاً .. قليلاً .. تعرف السبب والمكان والكيفية لذلك !.
تتنفس الصعداء .. وتضع يدك على قلبك .. فلقد عُرف السبب ..
(هي) .. تثيرك بمجرد تذكرها ! بل بمجرد أن يخترق صوتها العذب مسمعك .. بل نستطيع القول .. بمجرد أن تغمض عينيك .. وتتذكر هيئتها وهي أمامك .. والنسيم يداعب شعرها ويلقي به يمنة ويسرة ..
تتذكرها .. خصوصا عينيها الساحرتين الفاتنتين الحالمتين ..
تتذكرها .. فتضع يدك على قلبك .. تحس بدفئه ..
تتذكرها .. فتدرك كم أنت وفي لها ..
تقف قليلا .. تريد أن يحيطك النسيان ..
يأبى صوتها .. سحرها .. هيئتها .. عيناها .. بسمتها أن تفارق مخيلتك .. فتواصل تذكرها .. وهي تعزف أنشودة العشق العفيف على أوتار قلبك الولهان .. المتأمل !!.
تجتاحك نشوة .. ترفض تركك ..
فأحاسيسها وكلماتها ومداعباتها تتسلل إلى دواخلك رويدا .. رويدا .. وتمارس روعة الاختراق إلى دواخلك .. تتسلى بها .. بل وتتمتع بهذا الغزو .. المسموح به من قبل قلبك ..
أضحى قلبك الآن .. يرقص فرحا .. بمن تذكرته فدخل إليه وتربع في أعز ما تملك .. عندها .. يتيه قلبك بعدا .. ونظرا ..
ينطلق بك متجاوزا .. حدود الزمان والمكان ويعمد إلى اقتراب القلوب بعضها ببعض ..
ينطلق بك .. وأنت قابع بمكانك إلى آفاق رائعة .. تستمد روعتها في انزوائها تحت جنح التخفي عن عيون البشر ..
ينتقل بك .. إلى أجمل صورة رسمتها .. صورة حالمة، واعدة رائعة !!.
صورة لا تحتمل تأويل البشر .. صورة لا تعكس إلا صوتك وصوتها !.
وجهك ووجهها ..
صورة صامدة في وجوه قاتمة اللون ..
(هي) .. عندما تتذكرها .. تعشقها ..
(هي) .. عندما تتذكرك ـ أيضا ـ تعشقها ..