(( غربتي وبكائي على أطلال الأحبة ))
في غربتي في وحدتي في عزلتي , سارح في ذكرياتي
أقلبها كأنها صفحات دفتر ٍ,كأنها ألبوم صور ٍ,كأنها أحلام , وغططت في نوم ٍ سبات ٍ ورأيت منام ,
وسافرت في عالم الأحلام مع الذكريات و الدفاتر والأقلام ,
ووجدت نفسي مسافرا ًإلى الماضي إلى الذكريات
إلى الأحبة والخلان,
ووصلت عند أحبتي وجلست معهم وطال الجلوس
وطال الحديث والكلام
وطال نومي وطال المنام ,
واستيقظت من نومي وعدت من سفري
من الماضي ومن عالم الأحلام
وعدت إلى وحدتي وعزلتي وإلى القصص والأحزان ,
وبكيت على الأطلال ثلاث ٍليالي,
فبكيت ليلة ًً, وحزنت ليلة ً, وأدمعت مقلتي ليلة ,
وبكت معي النجوم والغيوم , وبكى القمر
فأما النجوم فذهب ضيائها وغادرت المستقر
وأما الغيوم فسال دمعها كالمطر
وأما القمر فاحتجب بالغمام وبكى , وسمعت لبكائه
شهيقا وارتحل ,
وفي اليوم الرابع قررت الانتحار وقطعت شريان يدي وأسلت دمي وسال كالنهر,
ولكن دمي أبى أن يسيل وتجمد واصطبر على الآه والحزن والقدر
,
وعصرت كأسا ً من دمي وشربتها لعلي أذوق المُرَ
فألقى حتفي وأنتهي من الدنيا والقهر,
ولكن دمي كان مذاقه كالنبيذ , كالخمر ,و كالعسل ,
هذه قصتي كتبتها بالليل على السماء ,
وطمست بحبري وكلامي وكلماتي وعباراتي وأشعري النجوم ,
وأسمعت قصتي للقمر
وغذيت الغمام بأدمعي فسال الدمع كالمطر , واحتجب القمر ,
لأن هذه قصتي بها ألمي ,
سأكتبها بآخر ورقة وبآخر قطرة حبر ٍ في قلمي ,
وسأخطها بكل الخطوط ,
بالكوفيه , بالفارسيه , بالعثمانيه , وبالإغريقيه ,
وسأنقشها ,
على قلبي , وعلى الشجر , وعلى الحصى , وعلى الحجر ,
وأنهي قصتي وأطوي صفحتي ,
وأنتهي من الكلام ,
وأقول سلام .