ظهر في السنوات الخمس الأخيرة من يدعو وعبر الصحافة إلى تخلي المجتمع السعودي المسلم عن مسلمات شرعية و أحكام دينية ثابتة تختص بالمرأة في ذاتها ولكنها تصب في النهاية في إقامة الدين وتحقق الاستجابة لأمر الله تعالى ونهيه ، وفي المحصلة فهي تحقق مصلحة المجتمع برمته ، ولا شك أن من بين أخطر تلك المسائل : الدعوة إلى هدم الحجاب والدعوة إلى الاختلاط وترك البيت والنزول إلى ميدان العمل ، حيث رأينا وقرأنا المئات من المقالات والتحقيقات الصحفية التي تنادي إلى التخلي عن أحكام الشرع في تلك المسائل ، وزاد بعضهم الدعوة إلى اعتبار عفاف الفتاة ومن ثم عـفاف المجتمع صورة من صور التخلف - يعني التخلف عن الغرب الإباحي الفاجر التائه والعياذ بالله – ومن ثم دعا هؤلاء إلى اعتبار العلاقات بين الشباب والشابات من الأمور التي لا ينبغي التشدد فيها ، وكان لهذه الدعوات والأفكار التي تشكك في قيمة أحكام الله تعالى وجدواها وشرعيتها وقدسيتها أثر واضح في ظهور ظواهر التحدي للقيم الإسلامية لدى كثير من الشباب ، ومن ثم الاعتداء على حرمات الناس وانتهاك أعراض الفتيات في العلن في تحد خطير لكل قيمة ، وانتهاك سافر للأمن واستهانة بحق المجتمع في أن يعيش في أمان وسلامة .
لقد تركت تلك الكتابات في الصحافة والتطبيقات الواضحة في التلفاز لتلك الدعوات أثرها في فكر الشباب حيث ملئت نفوسهم تنفيرا من أحكام الله تعالى ، وظنوا أنهم على حق في تصرفاتهم الرعناء المنطوية على التحدي لكل قيمة ، حيث رأوا في الصحافة قدوة لهم ووجدوا فيها سندا ، بل كانت الصحافة بنشرها لكل ما يسيء إلى الحجاب والحشمة والعفاف والقرار في البيت مدرسة فتحت عقول أولئك الشباب من الجنسين على أفكار التحدي للقيم والعبث ، ووجدوا فيها تثويرا لهم ضد المجتمع بجميع مكوناته .
ومن المسلم به أن كثرة طرق موضوع معين مهما بدا شذوذه للعقلاء سيجد له من يصغي إليه ومن ثم يستجيب له ويعتنقه ، وهذا بالضبط ما أدت إليه دعوات هدم الحجاب ودعوات الاختلاط والسفور والتخلي عن أسباب السكينة والوقار والعفاف في المجتمع عبر الصحافة السعودية في السنوات الخمس الأخيرة والتي زادت وتيرتها في السنتين الأخيرتين .
وعلى صعيد الفتيات فقد كان للدعوات المتكررة ليل نهار عبر وسائل الإعلام إلى هدم حجاب المرأة ومهاجمة قرارها في بيتها كما أمرها ربها صدى في نفوس أولئك الفتيات ، الأمر الذي شجع الفتيات على الخروج والتخفف من الحجاب لإغراء الشباب وإيقاعهم في مصيدتهن مقدرات أن الأمر لايعدو اللعب واللهو ، غير آبهات إلى أن عاقبة التخفف من الحجاب وغشيان مجتمعات الشباب له عواقب وخيمة عليهن وعلى المجتمع في دينهن ودنياهن وسلامتهن وشرفهن ، وكان لدعوات بعض كتاب الصحافة المنكرة الهدامة حول ترك الحجاب وترك البيت والاختلاط أثرها في الشباب الغر حيث قدر أن من حقه أن يمارس حريته في العبث بأعراض المسلمين وتهديد أمن المجتمع حيث رأى في الصحافة من يدعوه إلى ذلك عبر المقالات وغيرها .
علي التمني
(منتوف)