لم يعد قلمي كما عهدته يافعا ممشوق القوام رشيقا يقفز بين السطور ليعانق كلمة أو يمازح جملة حتى يجمع الحروف كالنجوم تتلألأ في سماء إحساسي ومشاعري الفياضه والتي أرسمها على أوراق الخريف حتى أجني من ثمارها اليانعة قصة أو خاطرة وأستقي من نداها ما يروي عطشي ويسد رمقي .
ولكن للأسف لا تدوم السعادة حتى تتفجر براكين الأحزان وتحرق تلك اللوحة الجميلة بنار الأسى وبلهيب الألم ! وقد أغرورقت عيناي بعبراتي حينما خرقت مسامعي حشرجة الريح تحمل أنين قلمي و صدى زفراته , وأحسست بمطارق تقرع أبواب قلبي سائلة مالذي حدث ؟
مالي أراها كائيبه حزينة ؟ مابالها تمد يداها كالغريقة ؟ في بحور الظلام خائفة مذعورة تستنجد الهاوية السحيقة !
مالها ؟ كانت وردة جميلة عفيفة تلتف من حولها أعشاب الفضيلة تحتمي بظلالها من حرارة الرذيلة وبدفئها من صقيع الذل والهوان ..!
من هي ...؟
إنها فتاة القرن العشرين !
تلك الفتاة الطموحة التى تغط في سبات المستقبل المشرق و بين ناظريها تترائا أحلام اليقضة تصور لها زيفا في ثوب زفاف والذي لطالما إنتظرته بلهفة الأم وبشوق الزوجة حتى تفجع بحرقة الواقع المرير ! حينها قد إنتهى كل شيء وتحطمت مجاديف الأمل في بحر لجي متلاطم بأمواج الخداع ولا سبيل للرجوع ..
وبعد أن رمى بها الزمن على ضفاف شاطئ الأحزان و المواجع وإذ بها تستقبل غابة مليئة بوحوش وسباع البشر , هذا ينهش وذلك يساوم وأولئك يسومونها سوء العذاب !
وتمضي تحتمل أعباء تلك الرحلة التعيسة تتذكر براءة الطفولة يوم أن كانت لا تحب إلا لعبتها فهي الصديقة التى تقضي جل وقتها معها تشتاق إليها و تكلمها حتى ولو كانت خرساء فهي تثق بها أكثر من غيرها !!
صراخات تدوي في كل مكان ! لقد كانوا أشباح خلف سماعات الهاتف وعبر برامج المحادثة ! لقد وقعنا في عش الدبابير تلسعنا بالتهديد والوعيد !
لقد طلقت بسبب أحدهم فلقد وضع صوري في سيارة زوجي !!
لن أتزوج الى الأبد لقد خسرت أعز ما أملك !!
مغرمة به و أعاني من حالة نفسية حادة لقد خدعني بحبه حتى فاجئني بزواجه وتركني !!
خسرت زوجي وأبنائي بسبب الإنترنت !!
الى كل فتاة أقول لها باب الحب مفتاحه في يدك وفي الخارج من ينتظرك أن تفتحي له , إما الحب الصادق العفيف الطاهر وهذا لا يأتي إلا بمرضاة الله عزوجل ولا تصدقي غير ذلك , وأما الثاني فهو الحب الكاذب الذي يبدأ بسعادة مزيفه وينتهي بالحقيقة المفجعة بالندم والحسرة .
بقلم أبوشهد ..