الثعبان والجربوع
يحكى ان ثعبانا دخل على جربوع في جحره الذي وجد فمه مفتوحا قائلا له : لقد وجدت بيتك مفتوحا فحللت ضيفا عليك لأستأنس بوجودك هذه الليلة يقول ذلك وهو يتلمظ استعدادا لإبتلاع الجربوع , فرحب به اليربوع اجمل ترحيب قائلا له : إنني لم افتح باب الجحر إلا في انتظارك وسأعد لك واجب الضيافه هذه الليلة وكان الجربوع قد أعد عددا من المخارج لجحره بما يعرف بالنافقاء (النطاقة) فتوجه إلى واحدة من نافقائة وهو يقول للثعبان : ( هو لك يا أبا طويلا ) أي كل الجحر لك .. وهرب من مخرج النافقاء تاركا الثعبان بالجحر لوحده وصار قوله مثلا دارجا لمن يضحى بالغالي من أجل النفيس أو من يفتدي الروح بالمال أو من يتخلص من موت محقق بتضحيه غاليه.
حكاية الشمري
يحكى ان شمريا حج ذات عام وأثناء طوافه حول الكعبه تعلقت به عجوز مقعده لا يعرفها فأمسكت بأسفل وزاره وهي تقول له : أمك .. أمك لا تتركني إحملني على كتفك وهو يحاول نزع الازار من يدها و الابتعاد عنها وهي تصيح وتناديه : أمك .. أمك لا تتركني (تقولها بإستماته) فإجتمع عليه الناس وهم يقولون له بإلحاح : احمل امك هذي الي حملتك ورضعتك وربتك فلا اقل من ان تحملها وتبرها في هذا الموقف .. وتكاثرت عليه الأصوات الملحه لدرجة الالزام فحملها على كتفه وبدأ يطوف بها .. فلقيه أحد رفاقه وقال له : ما هذه العجوز التي تحمل على كاهلك ؟!! فقال : هذي أم بلى بها الشيطان !! وصار قوله مثلا يضرب للأمر الذي يأتي بطريقة قهريه .
(مال عمرو وهالامر)
يحكى ان شابا كان في حي من احياء العرب على جانب من الوسامه وكان بينه وبين إبنة امير الحي علاقه وديه يزورها بين الحين والآخر , إذا غفل الرقيب في ساعات الليل الأخيرة يتحدثان بعض الوقت .. وفي إحدى ليالي الربيع كان الجو باردا نوعا ما .. وكانا جالسين في طرف البيت والتف الاثنان بالعباءة واخذهما سلطان النوم .. وعندما استيقظ واذا رجال الحي من حوله يتناولون القهوه عند امير الحي بعد صلاة الفجر في آخر غلس الليل والفتاة معه بالعباءة فوقع في موقف حرج لا يحسد عليه وضاقت الدنيا على سعتها وأيقن بقاصمة الظهر والهلاك المحقق حيث انه يحتضن إبنة الامير في بيته وعلى مرآى من سكان الحي فمن المؤكد أن الامير سيقطعه إربا إربا إلا أن ينقذه الله بتصرف أحد رفاقه ... عند ذلك ناداه أحد رفاقه : فلان .. مالك لم تقم حتى الآن ؟فأجاب .. إنني اشعر بمرض يعتادني أحيانا , فنادوا لي رفيقي مزيد فهو الذي يعرف مرضي فأتاه رفيقه مزيد فقال له : أدخل على يدك مع فتحة كم العباءة وعندما ادخلها ألمسة جديلة الفتاة التي معه في العباءة وهو يستنجد به ويقول له : تكفى يا مزيد ..يا رفيقي ..فانسحب مزيد وقد ادرك الورطه التي وقع فيها رفيقه وخاف ان تناله جريرة ما حدث وهو يقول : عسى تنجح براس مزيد فذهب قوله مثلا متعارفا عليه .. فقال له : إذا ناد لي رفيقي عمرو وهو يعرف علاج مرضي فنادى له عمرو وطلب منه ما طلب من سابقة فألمسه جديلة الفتاة فأدرك عمرو صعوبة الموقف وكاد ان يصعق فسحب يده من داخل عباءة رفيقه وهو يقول : مال عمرو وهالامر فصار قوله مثلا آخر فلما رآى ان ايا من رفيقيه لم ينقذه قال : ناد لي رفيقي زيد فهو الذي يعرف دواء علتي .. فجاء زيد وألمسة ما ألمس رفيقيه , ولما لمس زيد جديلة الفتاة قفز من مكانه وكأن لدغته ثعبان أو كأنه المجنون ثم قفز قفزه إستلقى فيها على الارض وتمرغ عدة مرات بتشنج واضح ونفش شعر رأسه و الرجال يحاولون الامساك به ثم قفز بسرعه واخذ سيفا كان معلقا بعمود البيت فجرده وهرب من الرجال ولم يستطع أحد ان يقترب منه وهو يتمتم و يهدر وكأنه البعير الهائج ثم انقض على الابل الباركه في مرحها فجفلت وهربت فصار لا يلحق بعيرا إلا عقره وهاج الناس و ماجوا وكثر الصياح و الضوضاء و توجهت جميع الانظار إلى زيد وكان الوقت لا يزال فيه بقية من غلس الليل فإغتنم رفيقه الفرصه التي لم يبق بالبيت اي انسان حين فزع الناس وراء زيد فقام من مكانه وانسلت الفتاة داخله إلى البيت دون أن يراهما أحد أو يشعر بما حدث اي انسان وركض خلف الرجال إلى رفيقه زيد الذي انقذه من هذا الموقف المميت وقبضوا على زيد وكتفوه بعد ان اخذوا منه السيف وهو يهدد ويرعد ويتمتم فقال صاحبه بعد ان انقذه رفيقه من الموقف : دعوه لي فعلاجه عندي هذا رفيقي وكثيرا ما تحدث له هذه الحاله فأتاه بماء ورشه عليه وبدا وكأنه يقرأ عليه .. فأخلد زيد إلى الراحه و الارتخاء وكأنه غط في نوم عميق بعد أن انقذ رفيقه من الهلاك وبعد ذلك قام زيد من مكانه ودفع قيمة الابل المصابه.
العرض العادي
