[align=center]
مـ د خـ ل ..
أفكر فيها كلما طار بفكري ذكرها
يذكرني فيها كل شئ عشته في حياتي
بدءً من ولادتي وحتى رحيلي عنها
رحلت عنها في وقت تزاحم فيه الأسى مع الألم !
فأعتلى الألم مكانا واسعا ولم يدع للحظات الرحيل مكانا في ذاك الوقت ..
1980/ 1986م
ولادة في بيت حوى أسقفا من خشب !
في خميس بُدء به شهر هجري
وملامح طفلة بريئة تعشق اللعب
ويرتمي الهم خلف ظفائرها ..
.
.
.
تستقبل صباحا مختلفا في طفولتها
آه .. انه صباح المدرسة !
تنزل إليها بمعية أختها _ والتي كانت وقتها ترسم أجمل خمسة عشر ربيعا_
مازالت تلك الطفلة تذكر ملامح مديرة المدرسة وبسمة معلمة الفصل التي احتضنتها وأجلستها في حضنها وبدأت تستنطق طفولتها ( وش اسمك يا حلوه ! , من جابك للمدرسة ؟ , تحبين ماما وإلا بابا ؟ , أنتي أكيد شاطرة وإلا نص ونص : ) )
تكمل خطوات تعلم الكتابة وترسم صورة لجبل تقترب الشمس فيه من الأرض !
تسألها المعلمة : ليش راسمه الشمس قريبه من الأرض ؟
تضحك وتخبئ الرسم ثم تطالع المعلمة وتجيب : حتى نحس بالدفا ( هكذا كانت تعبر عن أهمية الشمس كما كانت تردد أمها _ الشمس تجيب الدفا بالشتاء ! )
1986/1992م
منظر طفولي لـ حوش الدجاج والبط يجعلها تبتسم كما لو كانت تراه الآن
يوووه تعالوا نوريكم البيض ! ذولي الدجاج يبيضون فوق العشة
هكذا نطقت لتشير لبنات عمها مستحثة اياهن للبحث عن مكمن البيض
فقد اعتادت ان تخرج في الظهيرة تجمع البيض لتكسره في حائط البيت ثم تغطس مع البط في حوض السباحه يتكرر موال التوبيخ ( ليش اصلا تقربين من الدجاج
)
تكمل يومياتها المعتاده اما بالخروج للدجاج او اللعب فوق سطح البيت او الهرب المتخفى وراء والدها لتكمل خطواتها الهاربة بـ السيكل وتقوده بحرية متسكعه بين اكداس الكفرات والمستودعات وقد تتجرأ لتخرج نحو السيارات وتسابق العامل حينما يقود ( الجلنت ) !!
وياويلها اذا شافها ابوها .. : )
تبدأ الأزمة * فتهرب تاركة بطتها وبقايا البيض المتكسر والسيكل ودفترها الملقى ..
1992/1995 م
عودة جديدة بمنزل جديد
تطلعت إليه كل أنظار ساكني الحي
أنارت أضواؤه فتلألأ كما تتلألئ نجمات السماء
بيت بحجم القصر بمداخل واسعة وحديقة داخليه ومزرعة
هنا
تغيرت الظفيرتين إلى ظفيرة واحده وربما تدلى الشعر دونما ظفر !
لكن الدجاج انتقل للمزرعه وشرف ضيف آخر هو الرفيقة الجديدة للدجاج وهي السيدة ( عنزة )
بالمجمل كانت فترة رائعة في هذه السنوات تحديدا اذ بدأت حركات صبيانية
مراهقة أوغلت في حب لا تدري ما معناه سوى أن تكون _ مع الخيل يا شقراء ! _
رسمت حروف نهاية الحب بمجرد بدايته ..
حب مُنتهي ,,
انتهى كل الحب لكـ . لأني لم اعد أحبك !
1995/1998 م
رائع ان تنظرين لنفسك بعين من الإجلال والإكبار ..
هكذا رددت المعلمة في الثانوية ..
لكن فهم الكلمة وصل متأخرا !!
في المدرسة تحديدا
كبرت الشلة وازدادت حركات المشاكسة لكن انتهت بمزيد من التفوق !
اما في البيت
اشعاع صباحي يتسرب للغرفة .. مع رائحة الحليب والبيض المقلي
وساندويتش الزعتر ( وياعبودي تأخرت عن المدرسة ! )
منظر_ النخل _ يعطي قوة وهيبة تحلو الجلسة في وقت المغرب وقهوة مع قطعة حلى مسكر !
تزيد اطلالة صباحية في بداية العطلة الصيفية إذ تحلو السهرة حتى الفجر
وبعدها كوب كابتشينو سريع ( وسوالف تعيد ذكرى جميلة ) تقرأ تحت النخل !!
بلا تاريخ ..
كانت بدايات متسلسلة من الحزن
تلتها قاصمة الظهر التي أوجوعوه بها
رأيت كيف يبكي الرجل ..
كيف يتقلده الحزن ..
وكيف ينسى تعبة طوال العمر ..
كيف يتعرض للقتل ..
وكيف يرشق بالتهم ..
وكيف تعيش بكل هم !
وتسمع الموت ..
وتفقد من كان لهم صـــوت !
نهاية مؤسفة ..
انتهى ..
واقترب الرحيل
لكن في قلبي شوق جامع لكـ
ربما أرنو لرؤية ( تهاني , حصة , خوله , عبير , زينب ..
ربما عشقت جو الربيع فيكـ
ربما اشتقت لبرد شتاكـ
ربما ينقصني أكسجين صفاكـ
ربما عيني تعالجهما رؤية سماكـ
ربما يطريني مساكـ
ربما وربما
لكن !
يظل إليك حنيني
رغم ابتعاد المسافة ..
فاصلة ,
هل ستعود يوما !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* / الازمه قصدت بها أزمة الخليج عام 1991
شكرا لمن قرأ حنيني ..
خالص الود ..
noOor[/align]