طرفة بن العبد
هو عمرو بن العبد. و"طرفة" لقب غلب عليه. ولد في البحرين سنة 543 م، وقتل في عهد عمرو بن هند، ملك الحيرة سنة 569 م. فيكون قد عاش ستة وعشرين عاما فقط، ولهذا عرف باسم "الغلام القتيل".
وينتمي طرفة لأسرة عرفت بكثرة شعرائها من جهة الأب والأم. وكان في صباه عاكفا على حياة اللهو، يعاقر الخمر وينفق ماله عليها. ولكن مكانه في قومه جعله جريئا على الهجاء. وقد مات أبوه وهو صغير فأبى أعمامه أن يقسموا ماله وظلموه.
ولما اشتدّت عليه وطأة التمرد عاد إلى قبيلته وراح يرعى إبل أخيه "معبد" إلا أنها سرقت منه. ولما قصد مالكاً ابن عمه نهره. فعاد مجدداً إلى الإغارة والغزو.
موته
توجه طرفة إلى بلاط الحيرة حيث الملك عمرو بن هند، وكان فيه خاله المتلمّس (جرير بن عبد المسيح).
وكان طرفة في صباه معجباً بنفسه يتخلّج في مشيته. فمشى تلك المشية مرة بين يديّ الملك عمرو بن هند فنظر إليه نظرة كادت تبتلعه. وكان المتلمّس حاضراً ، فلما قاما قال له المتلمّس: "يا طرفة إني أخاف عليك من نظرته إليك". فقال طرفة: "كلا"...
بعدها كتب عمرو بن هند لكل من طرفة والمتلمّس كتاباً إلى المكعبر عامله في البحرين وعمان، وإذ كانا في الطريق بأرض بالقرب من الحيرة، رأيا شيخاً دار بينهما وبينه حديث. ونبّه الشيخ المتلمّس إلى ما قد يكون في الرسالة. ولما لم يكن المتلمّس يعرف القراءة، فقد استدعى غلاماً من أهل الحيرة ليقرأ الرسالة له، فإذا فيها:
"باسمك اللهم.. من عمرو بن هند إلى المكعبر.. إذا أتاك كتابي هذا من المتلمّس فاقطع يديه ورجليه وادفنه حياً".
فألقى المتلمّس الصحيفة في النهر، ثم قال لطرفة أن يطّلع على مضمون الرسالة التي يحملها هو أيضاً فلم يفعل، بل سار حتى قدم عامل البحرين ودفع إليه بها.
فلما وقف المكعبر على ما جاء في الرسالة أوعز إلى طرفة بالهرب لما كان بينه وبين الشاعر من نسب ، فأبى . فحبسه الوالي وكتب إلى عمرو بن هند قائلاً : "ابعث إلى عملك من تريد فاني غير قاتله".
فبعث ملك الحيرة رجلاً من تغلب، وجيء بطرفة إليه فقال له: "إني قاتلك لا محالة .. فاختر لنفسك ميتة تهواها".
فقال: "إن كان ولا بدّ فاسقني الخمر وأفصدني". ففعل به ذلك.
شعره
شعر طرفة قليل لأنه لم يعش طويلاً. ولكنه حافل بذكر الأحداث، ويعكس أفكاره وخواطره بالحياة وبالموت، وتبرز فيه الدعوة لقطف ثمار اللذة الجسدية والمعنوية قبل فوات العمر.
وقد ترك لنا طرفة ديواناً من الشعر أشهر ما فيه "المعلّقة".
ويحوي الديوان 657 بيتاً ، أما المعلقة فيبلغ عدد أبياتها (104) بيتاً وهي على البحر الطويل. ومن موضوعاتها:
1 - الغزل - الوقوف على الأطلال ووصف خولة.
2 - وصف الناقة.
3 - يعرّف نفسه ثم يعاتب ابن عمه.
4 - ذكر الموت، ووصيته لابنة أخيه أن تندبه.
مختارات من معلقة طرفة بن العبد
فيما يلي بعض الأبيات المختارة من معلقة طرفة تدور حول عدة مواضيع:
نسيب
لخولة أطلال ببرقـة ثهمــدِ
تلوح كبـاقي الوشم في ظاهر اليدِ
وقوفـاً بها صحبي عليّ مطيَّهم
يقولون لا تهلـك أسـىً وتجـلَّدِ
من أنا
إذا القوم قالوا : من فتى؟ خلتُ أنني
عُنيت فلم اكسل ولـم اتـبـلَّدِ
ولستُ بحلاّلِ التـلاعِ مـخـافةً
ولكن متى يسترفدِ القـومُ أرفِـدِ
خواطر وآراء
ألا أيهـذا اللائمي أحضر الوغـى
وأنْ أشهدَ اللذاتِ، هل انت مُخْلِدي؟
فإن كنتَ لا تسطيعُ دفعَ مـنيـّتي
فدعني أبادِرْهـا بـمـا ملكَتْ يدي
ولولا ثلاثٍ هنَّ من لـذّةِ الفتـى
وجدِّكَ لـم أحفلْ متـى قام عُوَّدي
فمنهنَّ سبقي العاذلاتِ بشـربـةٍ
كُمَيْتٍ مـتى ما تُعْـلَ بالـماءِ تُزْبِدِ
حكم
وظلمُ ذوي القربى أشدُّ مضاضةً
على المرءِ مـن وَقْعِ الحسامِ المهنَّدِ
ستبدي لكَ الايامُ ما كنتَ جاهلاً
ويأتيكَ بـالأخبـارِ مـن لم تُزَوِّدِ
طرفة بين فكّي التاريخ
طرفة الشاعر الجاهلي المبدع عانى من ظلم الأقرباء وهو أشنع ضروب الاستبداد لأنه يأتي من الأيدي التي نحبها والتي نظنّ أننا نأمن شرّها. ولم تمهله المؤامرات التي حيكت ضده كثيرا فمات في ربيع عمره عن 0(26) عاما، حيث قتل بوحشية لا لذنب اقترفه سوى إبداعه وإن كان بالهجاء.
سقط الشاعر ضحية لخلاف شخصي مع الملك. وإذا صحّت الرواية حول موته وأنه حمل الكتاب الذي يحوي أمراً بقتله، فإنّ هذا يدلّ على مدى عزّة النفس والثقة التي كان طرفة يتمتّع بها، وإن كانت في آخر الأمر، سبب مقتله.
بمقتل طرفة بن العبد في ربيع عمره وفي بداية عطائه حرم عشاق الأدب العربي والباحثين في علوم الصحراء والبداوة وتاريخ العرب من مصدر خصب كان يمكن أن يزوّدهم بالمعلومات التي يحتاجونها، وحرموا من عطاء خيال مبدع.
وتبقى معلّقة الشاعر شاهدا على مجد صاحبها وعلى الظلم والنهاية المؤلمة للشاعر.
المعلقة كاملة
[frame="1 80"][size=4.5]لـــخــولــة أطــلال بـبـرقـــة ثـهــمـــد
تلوح كباقـي الوشــم في ظـــاهر اليـــد
وقــوفــاً بهــا صحبــي علـى مطيـهـــم
يـقـــولـــون لا تـهــلك أســـى وتجـلـــد
كــأن حــدوج الــمـــالـكــيــــة غـــدوة
خلايـــا سفيـــن بالنـــواصـــف مــن دد
عــدولـيــة أو من سفيــن ابن يـــامـــن
يجــور بهـــا المـــلاح طوراً ويـهـتـدي
يشق حبـــاب المـــاء حيزومهـــا بـهـــا
كمــا قســم التـــرب المفـــايـــل باليـــد
وفي الحـي أحوى ينفـض المرد شـادن
مظـــاهـــر سـمـطــي لؤلؤ وزبــرجـــد
خـــذول تُــراعــي ربـربـــاً بخـمـيلـــةٍ
تنــــاول أطـــراف البـــريــر وترتـدي
وتــبــســم عــن ألـمـــي كأن مــنـــوراً
تـخــلل حــر الرمــل دعــص له نــدي
سـقــتـــه إيـــاة الـشـمــس إلا لثـــاتـــه
أســف ولـــم تـكــدم عـلـيـــه بــإثـمـــد
ووجه كأن الشـمـس حــلـــت رداءهـــا
عليــه نقـــي اللــــون لــــم يــتــخــــدد
وإني لأمضـي الهــم عـنـد احتضـــاره
بعوجــــاء مرقــــال تـــروح وتغتـــدي
أمـــون كــألــواح الأران نــصــأتـهـــا
علـى لا حــب كأنــــه ظهــــر برجــــد
جمـــاليــةٍ وجـنـــاء تــردي كـــأنــهـــا
سفـنـــجـــة تبــــري لأزعــــر أربــــد
تباري عتـــاقـــاً نـــاجيـــات وأتبعـــت
وظيفــــاً وظيفــــاً فــــوق مـــور معبـد
تربعـت القفيـــن في الشـــول ترتعـــي
حــدائــــق مولــــي الأســـرة أغــيــــد
تريـع إلـى صـــوت المهيـــب وتتقـــي
بذي خصل روعـــات أكلــــف ملبـــــد
كـــأن جـنـــاحـــي مضـرحـــي تكنفـــا
حفافيــة شكـــا في العسيـــب بمســــرد
فـطـــوراً به خلـــف الزميـــل وتـــارةً
علــــى حشف كــالــشــن ذاوٍ مــجـــدد
لهـــا فـخــذان أكمـــل النحض فيهـمـــا
كأنهـمـــا بــــاب مــنــيــــف مــمــــرد
وطـــي مـحـــال كالحـنـــي خلـــوفـــه
وأجــــرنــــة لــــزت بـــدأي مـنـضــد
كأن كنـاســـي ضـــالـــةٍ يكــنـفـــانهـــا
وأطـر قســي تحت صــلـــب مـــويــــد
لــهــــا مــرفــقـــان أفـتـــلان كأنــهـــا
تـــمـــر بــســلــمــــي دالـــج متشـــدد
كقنطـرة الــرومــــي أقـــســـم ربــهـــا
لــتـكـتـنـفــــن حتــــى تشـــاد بـقـرمــد
صهابية العثنـــون مـــوجـــدة القـــرى
بعيـــدة وخــــد الرجــــل موارة اليــــد
أمـــرت يداهـــا فتــل شزر وأجنحـــت
لهــــا عضداهــــا فــــي سقيــف مسنـد
جنوح دفـاق عنـــدل ثمـــر أفـرعــــت
لها كتفـــاهـــا في معـــالــــي مصعــــد
كأن عــلـــوب النســـع في دأبـــاتــهـــا
مــــوارد مــن خـلـقــاء في ظهــر قردد
تـــلاقـــي وأحـيـــانـــاً تــبيـــن كأنهـــا
بنائـق غــر فـــــي قميــــص مـــقــــدد
وأتـــلـــع نــهـــاض إذا صعـــدت بـــه
كسكــــان بـوصــــي بدجلــــة تصعـــد
وجــمــجــمـــة مثــــل العـــلاة كأنمـــا
وعي الملتقي منها الى حــرف مبــــرد
وحد كـقـرطـــاس الشـــامـــي ومشفـــر
كسبــــت اليـــمـــانــي قده لــم يجــــرد
وعــيـنـــان كالمـــاويتيـــن آستــكـنتـــا
بكهفي حجاجـي صخــرة قلــت مـــورد
طــحـــوران غـــوار القــذي فتراهمـــا
كـمـكــحـــولتـــي مـــذعـورة أم فرقـــد
وصـادقتـــا سمع التوجـــس للــســـرى
لـهـجــــس خفــــي أو لصــــوت منــدد
مــؤللــتـــان تــعـــرف العتـــق فـيهـــا
كســـامـعـتـــي شـــاة بحـــومــل مفــرد
وأروع نــبــــاض أحــــذ مــلــمــلــــم
كمرداة صخــر فـــي صفيـــح مصمـــد
وأعلــم مخـــروت من الأنــف مـــارن
عتيــــق متـــى ترجم به الأرض تـزدد
وإن شئت لم ترقــل وإن شئــت أرقلـت
مخــافــة ملــوي مـــن القـــد محصــــد
وإن شئت سامــى واسط الكور رأسهــا
وعـــامــت بـضـبـعـيـهــا نجـاء الخفيدد
على مثلهـــا أمضى إذا قــال صاحبــي
ألا لـيـتـنـــي أفـديـــك منهـــا وأفتـــدي
وجـــاشت إليـــه النفس خوفـــاً وخالــة
مصاباً ولول أمســى على غير مرصــد
إذا القـوم قالــوا من فتـــى خلت أننـــي
عـنـيــت فـلــم أكــســل ولـــم أتـبـلــــد
أحلت عــلـيـهـــا بالـقـطيـــع فأجذمـــت
وقـــد خـــب آل الامـعــز المـتـــوقــــد
فذالــت كمـــا ذالـــت وليـــدة مجلـــس
تري ربهـــا أذيـــال سحــــــل ممـــــدد
ولســـت بحـــلال التـــلاع مـخــافـــــةً
ولكــــن متــــى يسترفـــد القــوم أرفــد
فإن تبغنـي فـــي حلقة القـــوم تلقنــــي
وإن تقتنصنـي فـي الحوانيـت تصطـــد
وإن يلتـــق الحـــي الجميـــع تلاقنــــي
إلــى ذروة البـيــت الرفيـــع المصمـــد
ندامـــاي بيـــض كالـنـجـــوم وقينــــة
تــروح عـلينــــا بيــن بردٍ ومــجــســـد
رحيب قطان الجيب منهــا رقـــيـــقـــة
بـحــبـــس النـــدامـــى بـضـة المتجـرد
إذا نحن قلنـــا أمسعينـــا آنبـــرت لنـــا
على رسلـهـــا مطروقـــة لـــم تــشـــدد
إذا رجعت في صوتهــا خلت صوتهـــا
تجــــاوب أظــــار علـــى ربــــع ردي
وما زال تشـرابـــي الخمـــور ولذتـــي
وبيعي وإنفاقـي طريــفــــي ومتلــــدي
إلــى أن تحـــامتنـــى العشيـــرة كلهـــا
وأفردت إفراد الــبــعـيـــر الــمــعــبـــد
رأيـت بنــي غبـــراء لا ينكـــروننـــي
ولا أهل هـذاك الطـــراف الــمــمــــدد
ألا أيـهذا اللائمـــي أحضـــر الوغـــى
وأن أشــهــد اللــذات هــل أنت مخلدي
فإن كنــت لا تستطيـــع دفـــع منيتــــي
فدعني أبادرهـــا بمــــا ملكـــت يـــدي
ولولا ثــلاث هـن مـن عيشــة الفتــــى
وجدك لـم أحفل متـــى قــــام عــــودي
فـمـنهـــن سـبـــق العـــاذلات بشربـــه
كميـــت متـــى مـــا تعــل بالمـاء تزبـد
وكـــري إذا نـــادى المضـــاف محنبــاً
كسيــــد الغضــــا نـبـهـتـــه المـتـــورد
وتقصير يوم الدجن والدجــن معجـــب
ببهكنــــةٍ تحـــت الـطـــراف المعمــــد
كأن الـبـــريـــن والــدمــــالـج علقـــت
على عشــر أو خـــروع لـــم يخضــــد
كريــــم يـــروي نفســـه في حيـــاتـــه
ستعلـــم إن متنــــا غــدا أينــا الصــدى
أرى قبـــر نحــــام بـخـيـــل بمـــالــــه
كقـبـــر غوي فــي البطـــالـــة مفســــد
ترى حثـوتيــن من تــراب عـلـيـهـمـــا
صـــافـئــح صــم مــن صــفـيـح منضد
أرى المـــوت يعتـــام الكرام ويصطفي
عقيلـــة مـــــال الفــــاحـــش المتشـــدد
أرى العيــش كنزاً نــاقصـــاً كل ليلـــةٍ
ومــــا تــنــقـــص الأيـــام والدهر ينفـد
لعـمـــرك إن المـــوت ما أخطأ الفتـــى
لكالطـــول المرخــــي وثنيــــاه باليــــد
يلـــوم ومـــا أدري عـــلام يــلومنـــي
كما لامنـي في الحـــي قرط بن معبــــد
فما لي أرانـي وابـن عمــي مـــالكـــــاً
متـــى أدن منـــه ينـــأ عنـــي ويبعــــد
وأيـــأسنـــي مـن كل خيـــرٍ طـلـبـتـــه
كأنا وضعنــاه علــــى رمــــس ملحــــد
على غيـــر ذنـب قلتـــه غيـــر أننـــي
نشــــدت فلــــم أغفــــل حمولـة معبـــد
وقربـــت بـالقـربـــى وجـــدك إنــنـــي
متــــى يـــك أمــــر للنكيثــــة أشـهــــد
وإن أدع للجـلــي أكــن من حمـــاتهـــا
وإن يأتــك الأعــــداءُ بالجهـــد أجهــــد
وإن يـقـذفـــوا بالقـذع عرضك أسقهــم
بكأس حيــاض المـــوت قبـــل التهـــدد
بــلا حــدث أحـــدثــتــه وكــمـحــــدث
هجــــائي وقذفــــي بالشكــاة ومطردي
فلولا كـان مــولاي امــرأ هــو غيـــره
لـفـــرج كربـــي أو لأنظرنــي غــــدي
ولكـــن مــولاي آمرؤ هــــو خـــانقــي
علـــى الشكـــر والتسآل أو أنــا مفتدي
وظلــم ذوي القربــى أشــد مضاضـــة
على المرء مــن وقع الحســـام المهنـــد
فذرنـــي وخــلــقـــي إننـــي لك شاكــر
ولو حـــل بينـــي نــائبـــاً عنـد ضرغد
فلو شــاء ربـــي كنــت قيس بن خالـــد
ولو شاء ربـي كنــت عمرو بن مرثــــد
فأصبحـــت ذا مـــالٍ كثيـــر وزارنــي
بــنـــــون كـــرام ســأـــادة لـمــســــود
أنا الرجــل الضـــرب الذي تعرفونـــه
خشـــاش كــرأس الحيـــة المتــوقــــــد
فآليــــت لا ينفــــك كشحـــي بطـــانــة
لعضــــب رقيــــق الشفرتيــــن مهنــــد
حــســـام إذا ما قمـــت منتصـــراً بـــه
كفى العــــود منه البـدء اليس بمعضـــد
أخــــي ثقـــة لا ينثنـــي عـن ضريبــةٍ
إذا قيـل مهلاً قـــال حـــاجـــزه قـــــدي
إذا ابتـدر القـــوم الســـلاح وجدتنــــي
منيعـــــاً إذا بــلـــت بقــــائمــه يــــدي
وبرك هجـــود قد أثـــارت مخـــافتـــي
بواديهـــا أمشــــي بعصــــبٍ مجـــــرد
فمـــرت كهـــاة ذات خيـــف جـــلالـــة
عقيلـــــة شيـــــخ كالوبيـــــل يــلــنــدد
يقول وقد تـــر الوظيـــف وســــاقهــــا
ألســــت تـــرى أن قد أتــيـــت بمـؤبــد
وقــال ألا مــــاذا تـــــرون بشـــــارب
شديــــد عـــلينـــا بغيـــة مــتــعــمـــــد
وقــال ذروه إنــمــــا نــفــعــهـــا لــــه
وإلا تــكــفــوا قــــاصــي البرك يــردد
فظـل الإمــــاء يمتللــــن حـــوارهـــــا
ويسعـى علينـــا بالسديــــف المسرهـــد
فإن مــت فــانــعــيــنـــي بمــا أنا أهلـه
وشقـــــي علــــى الجيـــب يا ابنة معبد
ولا تجعلـيـنـــي كامـــريء ليس همــه
كهمي ولا يغنـــي غنائـــي ومشهـــدي
بطيء عن الجلى سريــع إلـــى الخنـــا
ذلـــول بأجمـــــاع الرجـــــال ملهـــــد
فلو كنـت وغلاً في الرجــال لضرنـــي
عــــدواة ذي الأصــحــــاب والمتوحــد
ولكــن نفــى عنـــى الرجـال جراءتــي
عليهم وإقدامـي وصدقـــي ومحتــــدي
لــعــمــرك مـــا أمري عــلــى بغمـــةٍ
نهــــاري ولا ليلــــي علــــى بسرمـــد
ويوم حبست النفـس عــنــد عـــراكـــه
حفاظاً علـــــى عوراتــــــه والتهـــــدد
على موطن يخشى الفتـى عنـده الردى
متـــى تعتــــرك فيـــه الفرائض ترعـد
وأصفـر مضبـــوح نــظــرت حـــواره
على النــار واستودعتـــه كف مجمــــد
ســتــبــد لك الأيـــام مـــا كنت جاهـلاً
ويأتيــــــك بالأخبـــــار مـــن لم تـزود
ويأتيـك بالأخبــــار من لـــم تبـــع لـــه
بتاتاً ولم تضــرب لـــه وقـــت موعـــد[/size][/frame]
--------------------------------------------------------------------------------