من أول من اخترع فن الموشحات ؟

[ماجد الأول]

[align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته [/align]
[align=justify]يقال إن أول من اخترع الموشحات كان شاعرا اسمه مقدم بن معافى القبري. وجاء في كتاب الذخيرة لابن بسام أن مخترع الموشحات هو محمد بن محمود القبري. لكن أكثر الباحثين يرجحون أنه الأول. كما أن ابن بسام لم يجزم أنه محمد بن محمود. ولعل كون الشاعرين من مدينة واحدة هي ( قـَبرة ) جعل ابن بسام يضع اسما مكان اسم .

وبما أن الشيء بالشيء يُذكر. فإنه تحسن الإشارة إلى أن بعض الباحثين أشاروا إلى أن مخترع الموشحات هو الشاعر العباسي ابن المعتز الذي كان معاصرا لمقدم بن معافى. وسبب ذلك هو وجود موشحة في ديوان الشاعر ابن المعتز. في الوقت الذي لم يصلنا شيء من موشحات مقدم بن معافى. وهذا الوهم يزول إذا علمنا أن هذه الموشحة الواردة في ديوان ابن المعتز قد نسبت إليه خطأ. وهي في الحقيقة لشاعر أندلسي اسمه ابن زُهر الحفيد. الذي وردت هذه الموشحة منسوبة إليه في أكثر من مصدر. ومما يؤكد عدم صحة نسبة تلك الموشحة لابن المعتز أن أحدا من الذين ترجموا له لم يذكر أنه كان وَشـّـاحا. كما أنه لو كان وشاحا لشاع ذلك الفن في المشرق. إلا أننا لم نرَ الموشحات في المشرق إلا بعد أن شاعت وازدهرت في الأندلس.

وأخيرا هذا جزء من الموشحة التي أوقعت بعض الباحثين في الخطأ، حيث ظنوها لابن المعتز. وهي في الحقيقة لابن زُهر الحفيد:[/align]
[align=center]أيها الساقي إليك المشتكى *** قد دعوناك وإن لم تسمع ِ
ونـديــم هـمـت في غـرتـه
وشـربـت الـراح من راحـتـه
كـلمـا اسـتـيقـظ من سكرته
جذب الزّق إليـه واتـَّكى *** وسقاني أربعـا في أربع ِ
غصـن بان مـال من حيث استوى
بات من يـهواه من فـرط الجوى
خافـقَ الأحـشاء مـوهون القوى
كلما فكر في البين بكى *** ما له يبكي بما لم يـقع ِ ؟

مع التحية ..
ماجد ..[/align]

[من الشمال]

شكراً على ما أوردت

أما أنا فسأورد هذه التهمه الجميله

فن الموشحات رقيق وملئه الرومانسية والعاطفة الجياشه
وبما أن عصر الأندلس الذهبي تبلورت به معالم الطبقة المخملية بين الأمراء والشعراء

تدعمها معطيات الدولة والطبيعة
فلا بد أن يكون هذا نتاج تلك الفترة

وقد أكون مخطئ

[ماجد الأول]

أهلا بك

هذه سمة غلبت على الشعر الأندلسي كافة وليست مقتصرة على الموشحات وبلا شك فإن للطبيعة أثرا كبيرا في وسم الشعر الأندلسي بهذه السمة. ولعل قصة على بن الجهم - بغض النظر عن مدى صحتها - التي تقول إنه حين قدم من البادية مدح الخليفة بقوله:
أنت كالكلب في حفاظك للود وكالتيس في قراع الخصوم
ولمّا عاش في المدينة عدة سنوات تأثر شعره بهذه المدنية وأصبح يقول شعرا من قبيل:
عيون المها بين الرصافة والجسر ... جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري
أقول: لعل في هذه القصة ما يدل على أثر البيئة في الشعر ألفاظه ومعانية وتراكيبه.

ولك التحيّة

[الشجيّ]

[align=center]

كلّما فكر في البين بكى *** ويحه .. يبكي لما لم يـقع ِ ؟

كلّما فكر في البين بكى *** ويحه .. يبكي لما لم يـقع ِ ؟

نقطة ضعفي الوحيدة .. الشعر الأندلسي ..

لي عودة كفلقِ الصبح ..
تهتك سترَ الدجى ..
حتّى لا تُبقي فيه رمقاً أو عرقاً ينبض ..

الشجيّ[/align]

[ماجد الأول]

[align=center]السلام عليكم

أخي الحبيب (ابن بية)
هكذا الأيام دول وهذه الأيام ليست لنا، إنما ذكرى الماضي الجميل تعطي المرء دفعة قوية نحو الأمام .. نحو استعادة المجد التالد ..

شكرا لطلتك ..

[line]

أخي (الشجيّ) !
أخيرا رأيت كلماتٍ مذيلة بهذا الاسم الجميل ..

اقتباس: الرسالة الأصلية كتبت بواسطة الشجيّ [align=center]نقطة ضعفي الوحيدة .. الشعر الأندلسي ..[/align]

إذن أعدك أن أقضي عليك بعصارة بحث أكاديمي كتبته عن شعر الطبيعة الأندلسي ..

بانتظارك ...[/align]

[poem=font="Simplified Arabic,4,indigo,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أنا بين أصحابي الذين أحبهم= ما أجمل الدنيا مع الأصحابِ
قد كنت مثل الطائر المحبوس في = قفص ، ومثل النجم خلف ضبابِ
حتى لقيتكم فبت كأنني = لمسرتي استرجعت عصر شبابي[/poem]

[الشجيّ]

[align=center]من لنضوٍ يتنزّى ألما ... برّحَ الشوقُ به في الغَلَسِ
حنَّ للبانِ و ناجى العلما ... أين شرقُ الأرضِ من أندلسِ
...
بلبلٌ علّمهُ البينُ البيانْ ... بات في حَبْلِ الشجونِ ارتبكا
في سماءِ الليلِ مخلوعَ العِنان ... ضاقَتِ الأرضُ عليهِ شبَكا
كلّما استوحشَ في ظلِّ الجنان ... جُنَّ فاستضحكَ من حيثُ بكى
ارتدى بُرنُسَه و التثما ... و خَطا خُطوةَ شيخٍ مُرعَسِ
و يُرى ذا حَدَبٍ إن جَثَما ... فإن ارتدَّ بدا ذا قَعَسِ
...
نَفَرتْ لوعتُه بعدَ الهدوءْ ... و الدُّجى بيتُ الجوىو البُرحا
يَتعايا بجناحٍ و ينوءْ ... بجناحٍ مُذ وهى ما صَلحا
ساءَهُ الدهرُ و ما زال يسوءْ ... ما عليهِ لو أسا ما جَرحا
كلّما أدمى يديهِ ندما ... سالتا من طوقِه و البُرنُسِ
فَنِيتْ أهدابهُ إلا دما ... قام كالياقوتِ لم ينبجِسِ
...
قُلتُ للّيلِ - و للّيلِ عوادْ - ... من أخو البثّ ؟ فقال : ابنُ فِراقْ
قلتُ : ما واديهِ ؟ قال : الشجوُ وادْ ... ليسَ فيهِ من حجازٍ أو عراقْ
قلتُ : لكنْ جفنه غيرُ جوادْ ... قال : شرُّ الدمعِ ما ليسَ يُراقْ
نغبطُ الطيرَ و ما نعلمُ ما ... هي فيهِ من عذابٍ بَئِسِ
فَدَعِ الطيرَ و حظّاً قُسّما ... صيَّرَ الأيكَ كدورِ الأنَسِ
...
ناحَ إذ جَفنايَ في أسرِ النجومْ ... رَسَفا في السُّهدِ و الدّمعُ طليقْ
أيّها الصارخُ من بحرِ الهمومْ ... ما عسى يُغني غريقٌ عن غريقْ ؟
إنّ هذا السهمَ لي منه كلومْ ... كلُّنا نازحُ أيكٍ و فريقْ
قلِّب الدنيا تجدها قَسَماً ... صُرِّفتْ من أنعمٍ أو أبْؤسِ
و انظرِ النّاسَ تجدْ من سَلِما ... من سهامِ الدهرِ شجّتهُ القِسِي
...
كم قبورٍ زيّنتْ جيدَ الثّرى ... تحتها أنجسُ من مَيْتِ المجوسْ
كان من فيها و إن جازوا الثرى ... قبل موتِ الجسمِ أمواتُ النّفوسْ
و عظامٌ تتزكّى عنبرا ... من ثناءٍ صِرنَ أغفالَ الرموسْ
فاتّخذ قبركَ من ذكرٍ ، فما ... تَبْنِ من محمودهِ لا يُطمَسِ
هَبْكَ من حرصٍ سكنتَ الهرما ... أين بانيهِ المنيعُ الملمسِ

هذه موشّحة أندلسيّة للشاعر " أحمد شوقي "
و هذا عند الحديث عن الموشّحات بشكلٍ عام ..
و قد أدرج الأخ ماجد مقطعاً من موشّحةٍ في العصر الأندلسي ..
ففضّلتُ أن آتي بموشّحة من عصرٍ آخر ..
و لا زالت الموشّحات ثابتة الأركان قويّة الدعائم دارجة الاستخدام حتّى يومنا هذا ..
فلله هو ذلك العصر ..
رغم النشوة الشعرية في العصر الأندلسي إلا أنّه لا يخفى على الجميع الغزل الفاحش الذي انتشر فيه
و غير ذلك من مثالب المروءة
و هذا ما أدّى إلى سقوطها ..
قال تعالى : {وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا}
كان السقوط حينئذٍ ..
و مما يميّز الشعر الأندلسي بصورةٍ عامّة ..
الرّقة و العذوبة التي أضفتها الطبيعة الخلابة التي تمتّعت بها البلاد ..
و للقاريء أن يُقارن بين الشعر الأندلسي و غيره من الشعر قبله أو بعده ..

هذا ما لديّ
و لعلّي أترك المجال لغيري لكي يُثرينا ..

و سأنتظر القضاء عليّ بفارغ الصبر

الشجيّ [/align]

[المبتسم]

أشكرك يا أستاذ ماجد على هذا الموضوع الجميل , والذي يتكلم عن الموشحات , والشعر الأندلسي الجميل , وهذه مقتطفات من الشعر الأندلسي .
ابن خفاجة الأندلسي :
قال يصف زهرة :
ومائسة تُزهى وقد خلع الحيا ... عليها حِلى حمراً وأردية خُضراً

يذوب لها ريق الغمائم فضة ... ويجمد في أعطافيها ذهباً نضراً

وقال يصف بلاد الأندلس :

يأهل أندلــس لله دركـــم ... ماء وظل وأنهار وأشج
ماجنة الخلد إلا في دياريكم ... ولو تخيرت هذي كنت أختار

وقال ابن حميدس الصقلي يصف نهر:
ومُطَّرد الأجزاء يصقل متنه .... صباً أعلنت للعين ما في ضميره

جريح بأطراس الحصا كلما جرى ... عليها شكا أوجاعه بخريره


ابن عبدربه قال في الغزل :
يالؤلؤاً يسبي العقول أنيقا ... وَرَشاً بتقطيع القلوب رقيقاً

ما إن رأيت ولا سمعت بمثله ... دراً يعود من الحياة عقيقاً

واذا نظرت إلى محاسن وجهه ... دراً يعود من الحياة عقيقاً
يا من تقطع خصرُه من رقه ... ما بال قلبك لا يكون رقيقاً


وأكتفي بذلك........

[ماجد الأول]

السلام عليكم

أخي الشجيّ
هلا هلا بك
رائعة هذه الموشحة لأمير الشعراء
وهي بالمناسبة معارضة لموشحة لسان الدين الخطيب
(جادك الغيث إذا الغيث هما ... يا زمان الوصل بالأندلس)
شكرا لإضافتك
وقريبا ترى ما وعدتك ..

---------

أخي المبتسم
أهلا بك
لقد افتقدك فمنذ مدة لم أرك هنا
أشكر لك ما أتحفتنا به من درر
دمت رائعا دائما

مع التحية

[المبتسم]

أشكرك يا أستاذ ماجد على الثناء

نعم لقد غبتُ فترة ولكن ما الحب إلى للحبيب الأولِ

ونتمنى ياأستاذ ماجد أن تيعد لنا من حماس كما في السابق من مسابقات وغيره

وتقبل تحياتي......