العودة   منتدى بريدة > منتدى المجلس العام > المجــلس

الملاحظات

المجــلس النقاش العام والقضايا الإجتماعية

موضوع مغلق
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 21-01-04, 03:58 am   رقم المشاركة : 1
كشف الظنون
عضو نشيط





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : كشف الظنون غير متواجد حالياً
مقال جديد ورائع للشيخ عبدالعزيز الراجحي في تغيير المناهج


كتب الشيخ عبدالعزيز بن فيصل الراجحي مقالا بعنوان (وقفات مع اعترافات

أصحاب التفجيرات) نشر في جريدة الرياض يوم الجمعة الماضي 24/11/1424هـ،

فند فيه مزاعم وزارة المعارف وغيرها ومزاعم العلمانيين بأن في مناهجنا دعوة

وتأصيلا للإرهاب ، وبين خلو مناهجنا من تلك المزاعم وسلامتها :




[gl]وقفات مع اعترافات أصحاب التفجيرات[/gl]



الحمد لله ، والصّلاة والسلام على رسول الله × وبعد :
فقد تا بعنا - كما تابع غيرنا - البيان التوضيحي الصادر من وزارة الداخلية مساء الاثنين 20/11/1424هـ ، وفيه : اعترافات جملة مِن الشباب ، مِمَّنْ كانوا على طريق فاسد ، ومنهج منحرف ، فهداهم الله وبصَّرهم فيما كانوا فيه ، فرجعوا عن الباطل إلى الحق ، وعن الغي إلى الرشد .
وقد كانت اعترافاتهم تلك ، جزءًا من أفكار وتوجهات جملتهم الباقية الآن ، التي قامت بالأعمال الإجرامية المشينة في بلادنا في الأشهر الخالية ، من تفجير وتدمير وقتل لمسلمين ومعاهدين ومستأمنين وأطفال ونساء . فكان لزاما على العلماء وطلاب العلم والمثقفين ومحبي الخير لهذه البلاد : أَنْ يدرسوا تلك الاعترافات وما فيها مِن توجّهات ، لنعرفَ مِن أين أُتِيَ شـبابنا وأبناؤنا ، فنسدّ الثغرات ، ونعرف العثرات ، قبل سَـكـْب العبرات والحسرات .
وقد ظهر لي مِن اعترافاتهم أمورٌ عِدّة ، أجملها في خمس وقفات :
1- إحداها : أَنَّ رؤوس منظريهم ودعاتهم ، يستغلون جهل أحداث الأسنان في مسائل الإيمان ، والتكفير ، ونواقض الإسلام ، والجهاد ، وحقوق أهل الذّمّة ، مِن مستأمنين ومعاهدين وغيرها .
ويستغلون جهلهم في فهم كثير مِن النصوص الشرعية في ذلك ، فيلبسون عليهم الحق بالباطل ، ويلوون أعناق الأدلة ، لتستقيم لهم استدلالاتهم ، وأخشى ما يخشى منه هؤلاء الرؤوس : العلماء الربانيون ، وطلاب العلم المهتدون المنصفون ، أَنْ يكشفوا عوارهم ، ويبينوا فسادهم ، بالأدلة الشرعية . لهذا تجدهم يحذّرون منهم ، ويحاولون إبعاد الناشئة والناس عنهم ، ولا يوصون إلا بأنفسهم وأشباههم !
لهذا الأمر : يجب على ولاة أمرنا وعلمائنا وكلّ مسؤول بما في يده ويستطيعه : بيانُ الحق في هذه المسائل ، ونشرُ العلم الذي به يُرْفـَعُ الجهل ، وعقد الدّروس والمحاضرات ، وتأليف المؤلفات في ذلك ، واستثمار وسائل الإعلام كافة في نشر ذلك .
كما أَنَّ هذا الأمر ، يدلنا على فساد رأي مَنْ يَرَى وجوب حذف مسائل الإيمان والتكفير ونواقض الإسلام مِن مناهجنا الدراسية ! وأنـّها - بزعمه- تسبّبتْ في هذه الانحرافات الفكرية .
والصّوابُ : أَنّ مناهجنا - مع ما فيها من خير - بحاجّةٍ ماسّةٍ إلى تكثيف هذه المواضيع ، لا إلى حذفها . وبحاجةٍ إلى تحصين شبابنا وناشئتنا أن يُسْتغلَّ ضعفهم وجهلهم في هذه الأبواب ، فيـُدْخـَل عليهم منه ، وقد حدث هذا واستغله المبطلون كما سبق .
ولو قدر : أَنَّ هذه الأبواب والمسائل غير موجودة في مناهجنا : لكان مِن الدّين والحكمة والعقل إضافتـُها لا حذفـُها !
وحذفُ هذهِ الأبواب : سيكون له تبعاتٌ سيئة ٌ كثيرة ٌ، وسيكونُ بابًا كبيرًا لشرٍّ كثير ، ومتى كان الدّاء دواءً ! والمرضُ شفاءً !
وهذا بعينه ما يريدُه أصحابُ الأفكار الهدّامة : أَنْ تخلو مناهجُنا مِمّا يُقاومُ فكرَهم المنحرف ، ويُبْقي لهم الميدانَ خاليا دون عِلـْمٍ صحيح ، ورأي رشيد . فيقرّرون ما يريدون ، ويضعون ما يشاؤون ويحبون !
وقد ذكر المعترفون في اعترافاتهم المذكورة : أَنّ دعاة الضّلالة الذين أضلـّوهم ، استغلوا جهلهم ، فأدخلوا عليهم أمورًا فاسدة باسم الدّين والشّرع . وخافوا على أولئك الشباب أَنْ يُبْصروا الحقَّ ، لو جلسوا إلى أحد المشايخ والعلماء : فحذّروهم مِنهم !
فهل تساعدُ الجهاتُ التعليمية في بلادنا - حفظها الله - دعاة الضّلالة أولئك ، فتحذف تلك الأمور مِن مناهجنا ، لتخلو السّاحة للمنحرفين ، ويَعُمّ الجهلُ في تلك المسائل مِن الدّين ؟! أخشى أَنْ يكون ذلك .
فإن كان : فسيستغلـّه المنحرفون ، ورؤوس الضّلال ، بنشوء جيل لم يدرس تلك الأبواب ، ولم يعرف ضوابط تلك الأحكام بكلام أهل العلم الربانيين العدول ، فيدخلون على الناشئة ما شاؤوا .
لهذا فإني أُكرّر نصحي ودعوتي إلى المسؤولين في وزارة التربية والتعليم كافة ، أَنْ يكثفوا تدريس هذه الأبواب بكلام أهل العلم الربانيين ، وأَنْ يردّوا إلى كتب التّوحيد ما حذفوه منها ، فبالعلم يُرْفـَعُ الجهل ، وبالحق يظهر الباطل ، ولا يُرْفـَعُ الجهل بالجهل ، ولا يتضح الباطل بالباطل .
2- الوقفة الثانية : أَنّ الكتب والأشرطة التي أضلـَّتْ هؤلاء الشباب ، كتبُ وأشرطة معاصرين منحرفين مِن خارج البلاد ، قد ذكر المعترفون أسماءَهم . فالواجب حينئذ مَنْعُها - وقد مُنِعَتْ- ومحاسبة مروّجيها وناشريها والمثنين عليها ، وتحذيرُ العلماء منها ومِن مؤلـّفيها ، وتَعـَيُّنُ الرّدّ عليها وعلى أصحابها ، وتفنيدُ شبهاتهم ، ليبطلَ أثرُها ، ويُقـْطع وَدَجُها .
وعلى هذا : فما يزعمُه ويقوله المرجفون وغيرهم ، مِن طعنهم في جملة مِن أئمّة الإسلام ، وعلمائه الأعلام ، كشيخي الإسلام ابن تيمية ومحمّد بن عبد الوهّاب وأئمّة الدّعوة رحمهم الله : باطل ، ولا صلة لهم بضلال هؤلاء .
حتى على تقدير أَنّ أحدًا مِن هؤلاء المنحرفين استدلَّ بشيء مِن كلامهم رحمهم الله على أفعاله الفاسدة : فإنّ ذلك لا يدلّ على قولهم بها ، وإقرارهم لها ، فهم قد استدلوا على أفعالهم القبيحة بآيات وأحاديث ، لم يكن استدلالهم بها في محلـّه ولا في موضعه ، كما هو استدلالهم بكلام أولئك الأئمّة والعلماء ليس في مكانه ولا محلـّه .
لهذا قال الإمام العلامة ابن قيم الجوزية في (نونيته) الشهيرة في الخوارج لمـّا استدلوا بالكتاب والسّـنّة على جرائمِهم ومعتقداتهم الفاسدة :
ولهم نصوص قصروا في فهمها فأتوا من التقصير في العرفان
أي : أَنّ لهم نصوصا مِن الكتاب والسّـنّة استدلوا بها على استباحة قتل المؤمنين ، وأخذ أموالهم ، وسبي نسائهم ، لكن استدلالهم بها باطل ، لتقصيرهم وجهلهم في فهمها ، فكان تقصيرهم ذلك وجهلهم لمعانيها والمراد بها ، سـبـبًا لضلالهم وبَغْيهم .
3- الوقفة الثالثة : تدينهم بسَبّ ولاة الأمر والعلماء في بلادنا المباركة خاصة ، وهذا يدلّ على أمور فاسدة عدة ، منها :
• مخالفتهم للأدلة الصحيحة في وجوب النّصح لولاة الأمر ، وسـَتْر عيوبهم ، وجَمْع شَمْل النّاس عليهم ، ليستقيمَ أمر الدّنيا والدّين ، وأَنْ يُدْعى لهم بالتّوفيق والسّداد والرّشاد ، فاستقامة ولاة الأمر استقامة ٌ لأمور النّاس عامّة في دينهم ودُنياهم .
• أَنّ مشايخنا وعلماءنا مُباينون مُخالفون لأصحاب هذه الأفكار والانحرافات ، غير مُوافقين لهم . لذلك يشتمهم هؤلاء المنحرفون ، ويتدينون بانتقاصهم ، ويتقربون إلى الله بسَـبِّهم ، بل قد بلغ الحالُ بجملة منهم إلى تكفيرهم !
وعلى هذا : فمُحاولة بعض أهل الأهواء الآخرين والمـُغرضين ، رَبـْط َ علمائنا واعتقاداتهم بأرباب هذه الأفكار : محاولة ٌ فاشلة ، ورَبْط فاسد باطل ، دافعُه أمران خبيثان :
أحدهما : إرادتُهم الطعنَ في الدّين وحملتِه ، شفاءً لنفوسِهم المريضةِ السّقيمة .
والثاني : تشريعُ أعمال أولئك المجرمين ، برَبْطِها بالعلماء ، وزَعْمِهم أَنـَّهم يقولون بها ، ويعتقدونها ، ويدرِّسونها ! وهذا باطل ، وهو نتيجة لمزاعمِهم الفاسدة .
وقد علمنا جميعا ، مخالفة علمائنا ومشايخنا لأصحاب هذه الأفكار مخالفة تامّة ً، مِن بياناتهم الكثيرة الصّادرة بحق هؤلاء ، ومِنْ دروسهم ومحاضراتهم . وعلمناه مِنْ بُغْض ِ المنحرفين لهم ، وشتمهم إيّاهم ، وكفى بذلك شهيدا .
4- الوقفة الرابعة : أَنَّ رؤوس منظريهم ودعاتهم يستهدفون أحداث الأسنان ، لجهلهم ، وقلـّة تجربتهم ، وضعفهم الفطري . وهذا كما تقدّم يوجب تعليمهم وتحصينهم مِن ذلك بالعلم الشرعي الصّحيح مِن أهله .
كما يُوجب أمرًا آخر ، وهو حِرْصُ أوليائهم وآبائهم عليهم ، ووجوب متابعتهم لهم ، ومعرفة توجهاتهم وتوجهات أصحابهم وجلسائهم ، وإلى أين تكون أسفارهم؟ ومع مَنْ تكون؟ واختبار الآباء والمعلمين وَمَنْ في حكمهم لهم ، ليتنبّهوا إلى كلِّ فكر طارئ خبيث ، ليئدوه في مَهْدِهِ قبل اشتداد عوده .
ولا شك أَنَّ ربط الناشئة بالعلماء المعتبرين ، ولزومهم مجالسهم ودروسهم ، فيه خير كبير للأمّة ، وعصمة لهم ، ولجلسائهم ومجتمعهم والناس كافة . وقد اعترف أولئك المتراجعون أنهم كانوا ينفـّرون مِمّن لديه شيء مِن العلم الشرعي ، لئلا يُفسِد عليهم البقية !
وتعميم وسائل الإعلام في بلادنا لدروس العلماء ، وتكثيفـُها سيكون له بمشيئة الله أثرٌ نافع كبير ، وأجر كثير ، ليصلَ العلمُ الصحيح لكلّ حاضر وباد . وهذا هو الواجب مِن حيث الأصل في هذه الأحوال وفي غيرها ، فلا استقامة للناس بغير استقامتهم على الشرع .
5- الوقفة الخامسة : أَنّ هؤلاء الشباب ، قد تدينوا بأعمالهم الفاسدة ، وتدينوا بسَبِّ ولاة الأمر والعلماء ، والواجبُ في هذا أمور ثلاثة :
أحدها : بيانُ حق ولي الأمر بالدليل الشّرعي ، وأَنّ له بيعة وسمعًا وطاعة في غير معصية الله عز وجل ، وبيانُ لوازم بيعتهم .
الثاني : بيان مكانة أهل العلم ، وحرمة الخوض في أعراضهم ، وتبجيلهم ، والرّفع مِن شأنهم الرّفيع ، لئلا يُستهانَ بما حملوه مِن العلم ، وبأحكام الشّرع والدّين ، فيفسد بسَبِّ الولاة أمر الدنيا ، ويفسد بسَبّ العلماء أمر الآخرة .
وما نراه مِن ردود بعض المنحرفين فكريًّا ، مِن تيارات فكرية منحرفة أخرى على بعض علمائنا الرّبانيين في بعض الصحف ، ونزاعُ أولئك المنحرفين لهم في أحكام شرعيّة ، علماؤنا أعرف وأعلم بها وبأدلتها ومراد الشارع فيها : لهو شَـرّ كبير ، وفتح باب لشر كثير ، وتجرئ الناشئة وغيرهم على الرّدّ على العلماء ، وانتقاصهم ونزاعهم .
ومعالم الدين ، وأحكام الشريعة منوطة بسلامة الولاة والعلماء ، ليستقيمَ أمرُ الدّين والدنيا ، وتقامَ الشعائر والحدود وتأمنَ السّـبل ، وكما قال الأول :
لولا الأئمة لم تأمن لنا سبل وكان أضعفنا نهبا لأقوانا

هذا بعض ما أردتُ إيقاف إخواني عليه ، وتذكيرهم به ، نسأل الله عز وجل أَنْ يهدي ضَالّ المسلمين ، ويردَّ مَنْ ضَلَّ مِن شبابنا إلينا ، وأَنْ يراجعوا أنفسَهم فيما جنوا به عليها ، وعلى أهاليهم ، ومجتمعهم والمسلمين ، وأَنْ يوفـّق ولاة أمرنا ، وعلماءنا للخير والرّشاد (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون).

عبد العزيز بن فيصل الراجحي

الثلاثاء 21/11/1424هـ







موضوع مغلق
مواقع النشر
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع
:: برعاية حياة هوست ::
sitemap
الساعة الآن 08:47 pm.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة

المشاركات المنشورة لاتمثل رأي إدارة المنتدى ولايتحمل المنتدى أي مسؤلية حيالها

 

كلمات البحث : منتدى بريدة | بريده | بريدة | موقع بريدة