( قصيدة النثر ليست هي سقف الابداع الشعري العربي)...
مع سطوع قصيدة النثر العربية في الاونه الاخيره ،واتجاه اغلب الاجيال الجديدة الى كتابتها،توهم كثير من النقاد والمتابعين ان قصيدة النثر هي السقف الابداعي الاخير الذي وصلت اليه الشعريه العربية ،والقصيدة العربية في استقصاءاتها الفنية ...وهذا امر غير صحيح كما توهم البعض ان قصيدة النثر هي امتداد لقصيدة التفعيلة التي هي امتداد بدورها للقصيدة العمودية ...وهذا ايضا غيرصحيح.
قصيدة النثر ليست امتدادا للشعرية المعروفة بشكليها العمودي والتفعيلي،قصيدة النثر حالة شعرية خاصة ،لها مفاهيمها الجماية الخاصة بها التي ولدت مما هو شعري ومما هو نثري .هي قصيدة تمشي على الحافة.وعلى حد السيف الجمالي الفاصل بين الشعر والنثر ،والجامع بينهمافي آن واحد.
قصيدة النثر ليست امتدادا لتجربه شعرية اخرى لانها جاوزت في ارهاصاتها الاولى مرحلة الاحياء الشعري والمرحلة الرومانتيكية عبر (النثر الفني)و(الشعر المنثور)ثم جاورت قصيدة التفعيلة عبر المسمى
قصيدة النثر)الذي اطلقه ادونيس........ هذا التجاور ينفي ان تكون قصيدة النثر امتدادا للشعرية العربية او هي مستقبل الشعر العربي ،،لانها شكل شعري قائم بذاته منذ قرن تقريبا.
هي احد اشكال الشعر العربي،قد تكون قصيدة التفعيلة باتكائها على البلاغة العربية الموروثة,وعلى العروض العربي امتدادا للقصيدة العربية التقليدية ؛لكن قصيدة النثر اليوم لاتستخدم البلاغة الشعرية المعهودة،ولاتستند الى العروض العربي ومن ثم ليست امتدادا لاي شكل شعري آخر.
قصيدة النثر ولدت مفاهيمها الخاصة بها استثمرت عامل الرؤية ،واستثمرت الفن السينمائي باللعب على المشهدية ،والفن القصصي باللعب على السرد واستلهمت بعض المضامين الشعرية في قصيدة التفعيله لكنها لم تكن صدى لها ..قصيدة النثر العربية قصيدة نابعة من رحم اللغة العربية بطرفيها الشعري والنثري.لها مجازاتها الخاصة ::المجاز المشهدي،او السردي او التقريري اذاصح التعبير .ولها ايقاعاتها الخاص الذي لايتكيء بالضرورة على متحرك وساكن ،بل على الايقاع النفسي الداخلي للقصيدة وهو ليس ايقاعا ماديا ملموسا بل محسوسا.
هي قصيدة تقدم بلاغة جديدة تماما تحتاج الى الرصد والتحليل النقدي وتحتاج الى جيل جديد من النقاد له ذائقة اخرى تختلف عن النقاد الذين يقفون على اطلال البلاغة العربية ،ومازالوا مسكونين بأسئلة الشعراء العرب القدامى .
حقيقة لن يستطيع قراءة قصيدة النثر سوى نقاد لهم ذائقة جديدة ومختلفة تماما . (بتصرف)
العرض العادي
