بسم الله الرحمن الرحيم
** أيها الأحبة ....................... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
** الإنسان في الغالب مفطور على حب سماع الفضائح وملهوفا بدفع من إبليس على تتبع العورات لخصومه ونشرها وترويج الشائعات عنها والتلذذ بآلام ومعاناة أصحابها خاصة إذا لم يبق له من وسيلة لأخذ حقه الذي يعتقد أنه مسلوب إلا هذا الأسلوب ..
** المغرد (مجتهد) أشغل الناس بتغريداته التي تتناول قصصا وأخبارا فضائحية عن كثير من المسئولين في البلد ، وأقام الدنيا ولم يقعدها ولا يزال بل إن (المفتي) في خطبته الأخيرة كاد أن يحرّم (التويتر) للتحذير من هذا الـ(مجتهد) ..
** في نظري الشخصي يجب أولاً أن نعي ونعلم أن ما يكتبه هذا المغرد ليس هو بدافع إصلاحي ولا هدف أخلاقي ، وإنما يكتب ويغرد بدوافع انتقامية تتضح جليا في كثير من أخباره التي لا تراعي أحياء ولا أمواتا ..
** إبليس وشياطينه يصدقون القول والنصح في بعض المواقف من أجل كسب مواقف أكبر وخسائر أعظم ، لذلك فإن أخبار (مجتهد) وقصصه تدلّ على أن الرجل قريب جدا من الأحداث وخبير بتفصيل أدوار أبطالها بل وقام بنفس الأدوار ..
** الإعلام الجديد والشفافية والمصالح العامة باتت تضغط على كثير من الأنظمة وتجبرها على الإصلاح والعدل وتجنب الفضائح وغضب الشارع ، ونحن لسنا ببعيد عن هذا الانفتاح الإعلامي بل ونعيش مرحلة مزدهرة من الإصلاح ومحاربة أنواع الفساد ولكن ببطء وتثاقل ، وما يغرد به (مجتهد) من أخبار وقصص تحتمل الكذب وتحتمل الصدق هي في الواقع عمل يتنافى مع المروءة والأخلاق لأنها تثير أحقاد العامة والجهلة وتُفرح العدو والمتربص ولا تضع حلولا شريفة أو تنتهي لمقاصد إصلاحية ترفع ظلما أو تعاقب مظلوما .
** إن ما يغرد به هذا الشخص إنما هو عمل انتقامي شخصي لم يراع فيه أدنى درجات المصلحة العامة للمواطنين ولا خوفا أو حباً في الوطن ولم يحسب أي أثر يمكن أن يتسبب به في زعزعة وحدة بلد بأكمله وأن ما يفعله هو تقديم خدمات لكل عدو وحاقد وجاهل ، عوضا عن سوء ظن وأدب وقلة احترام وكلام مرسل بلا دليل عن الأشخاص الذين يتحدث عنهم والذين إن كان صادقا فيما يقول عنهم فإن لهم يوم يقف فيه الناس عند أحكم الحاكمين وذلك هو الخسران المبين وليست أخبارا تطلق في الفضاء وقصصا تنسج من خلف الأجهزة والزوايا المظلمة .
** إن أي مسلم عاقل وأي مواطن صالح وحكيم وواع سوف يدرك أن ما يغرد به (مجتهد) إنما هو بقصد الفتنة والإفساد بعينه وأن أهدافه انتقامية بحتة وأن المتضرّر الأول من أخباره ورواياته ليس الأشخاص الذين يتحدث عنهم فقط وإنما هو بلد بأكمله ومجتمع بكل مقدراته وتاريخه وأمنه وأمانه .
** الفساد منتشر في كل مكان وفي كل قطاع ولدى معظم الخلق ، وحين يحاول (مجتهد) أن يلبس ثوب المصلح والمحارب للفساد فإنه يضحك على العامة ويناقض نفسه التي ارتضت هذا الخيار الذي لا يرضى عنه شرع ولا خلق ولا منهج إصلاح تتوافق فيه خطوات النقد مع خطوات التغيير وأساليب التصحيح وفق أهداف نبيلة وأسس قوية متكاملة تداوي قبل أن تجرح وتصلح قبل أن تفضح .
** إن (مجتهد) يخرق السفينة ويشق الصف ويبني الحقد ويقتحم الخصوصيات ويتحدث عن الأموات ولا يُظهر احتراما ولو إنسانياً أو مروءة عربية لبعض من يتحدث عنهم من الرموز والشخصيات التي لها اعتبارها وتقديرها ، بل إنه يدور في فلك محدّد من الناس كانت له معهم مواقف لا تصب في مصلحته أو هي لا تنفع ولا تضرّ وسياقها في الحديث شاذ .
** أخيرا فإنني لم أنته من أفكاري ورأيي الشخصي المتواضع ولكن الموضوع طال ولابد أن أختمه بالتحذير من تغريدات هذا (المفسد) الذي ظهر في وقت غريب تعيش فيه المنطقة فوضى سياسية وخللاً أمنيا نحن فيه بأمسّ الحاجة للوحدة بيننا وتفويت الفرصة على من يريد بهذا البلد وحكامه ومواطنيه القلاقل والفتن .
** يجب أن يكون موقفنا مما نقرأ موقفا واعياً ومتزناً وبعيد النظرة ومستحضرا كل الأخطار والمشاكل والمصائب التي تحيط بنا ومعرفة الأهداف الحقيقية لهذه الألحان الانتقامية وتوقيتها والمستفيد منها وكيفية التعامل معها ، والله سبحانه وتعالى له في خلقه شئون نسأله الرحمة والمغفرة والستر ، وأن يحفظ علينا ديننا وأنفسنا وبلادنا وولاة أمرنا وأن يجنبنا الفتن والفساد والمفسدين .
ــ ولعلكم أيها الأحبة بوعيكم وحسّكم لما قرأتم أدركتم (والله يشهد) أنني بما كتبت ناصحا صادقا أمينا مشفقا حريصا على كلمة الحق التي هي جوهر سطوري .
ــ الأحد : 6/3/1433هـ
** تحياتي وتقديري ،،،
** أخـوكـم كـش مـلـك