المجْد المُعَتّق
تلكَ الحَاِدَثة
تُعِيدُ رسْمَ دَاِئَرتها لليَومِ المسُروق
للذّل الذّي يَقْتَحِم جُفُون المَرايا المُحَدّبة
كيْ تحلّق فِي الأفُق
وقَدْ وارتْهَا العَتَمة
كانُوا كترنيمَات المسَاء هُنَاك
يَهْتِفُون في نُزهة ذاهِلة
رحِلَة مُوغَلة في بيْدَاء قَاحِلَة
مالذي يجتَاح جَوانِح النّفس إلا صَوتها,
إلا دِثَارالحُروف,
إلا حِبْر الحُتُوف,
إلا بارقٌ خَاطِف ؟!
كيف يعيشُ من يقتَات الألمْ..؟
سِوى نَزف وَوَخْز دم ..على سَاحة وَرَق
وفي الميدان صاح الفتَى والليل هادِر
سَاد الصّمت أرجَاء المَكان المنتَظر
واستحَال الصّوتُ كَجَرح نَازف عَلى رمَاد الوقتْ
إذْ كلّ النّاس نِيَام
نَادى إلى النّصر العَظيم
اقتلعه منْ شَرَايين المسْتَحِيل
واعتلَى الجَبين الحُر ولو كانَ القَتيل
ولو جرتْ الدمَاء مبعثرة في زمَنِ الانكسَار
ولو نامتْ عُيون الظلم ..مُخْفِيَةً تباريحَ النّهار
أي أمرٍ ينقضِي والشّتات عَلَى شَفا جُرُفٍ هَار..؟
أي فداءٍ على جدار الزّمنْ ..مكشُوف السِّتار..؟!
هكذا على قمّة النقاءِ الأصِيل
هكذا لاينتصرُ إلا المَجْد المُعَتّق
في سَمَاء النّازحِين..!
بقلم / فاطمة العنزي