كلماتنا متناقضتان هما الديمقراطية والدكتاتورية، والديمقراطية هي أن تسمع جميع الآراء وتخضع لصوت الأغلبية أما الدكتاتورية فهي ماأريكم إلا ما أرى، والباحث والمدقق في الوضع الحالي للناديين يقف على روح الديمقراطية في الجو التعاوني الصحي، فرئيس النادي محمد السراح وهو الرجل الذهبي وبرغم ابداعه ودهائه وفكره إلا أنه لايستطيع أن يتخذ قراراً منفرداً بل إن أي قرار أو فكرة لابد أن تمر على المجلس التنفيذي وهو السلطة العليا التي يستطيع أن ينضم إليها أصغر مشجع تعاوني بشرط أن يدفع القيمة المعينة، لذلك الكثير من القرارات تصدر بشكل جماعي وهذا ماجعل التعاون يظهر بصورة الحصان الأسود في الموسم الماضي وفي هذا الموسم يقدم عطائات جيدة بالرغم من لعنة الأصابات التي لازمته ومن مواجتهته لفرق كبيرة كالهلال والاتحاد والأهلي ناهيك عن العامل التحكيمي الذي وقف ضد في مباراة الهلال وعدم احتساب ضربة جزاء للخميس وضد القادسية وعدم احتساب هدف الكبتن المتألق والخلوق علي التركي وآخرها مسرحية مرعي العواجي حينما لم يحتسب ضربتين جزايتين للتعاون وهما واضحتين وضوح الشمس خاصة للنجم المحبوب صلاح الدين عقال، وأيضاً احتسب ضربة جزاء التي أصبحت مسخرة الموسم للأهلي، عموماً عوداً على بدء، رئيس التعاون المهندس محمد السراح تجد لديه الاستعداد والحوار مع أي مشجع تعاوني، ولك أن تجرب أن تتصل عليه وكيف ينصت لحاديثك ويحاورك، إنه فن الإدارة ياعالم واحترام الرأي الآخر .
أما الجانب الآخر وهو الفريق الرائدي الذي يمر بحالة يرثى لها وهي امتداد للسنتين العجاف الماضيتين، فرئيسه الذي يدير الرائد بجواله من مدينة الرياض ليسأل عن حال التمارين ويقول اعملوا كذا ولا تعملون كذا واسمعوا واطيعوا فلقد دفعت لكم من المبالغ الطائلة والتي طبعاً ستكون ديناً على الرائد في السنوات الماضية، ومن خلفه يردودن سمعاً وطاعة ياطويل العمر، المطوع رجل اعمال لاناقة ولا جمل له بالرياضة فاستخدم الرائد كويسلة يركب عليها ليصل إلى الشهرة ويتحكم في النادي ويسيره على مزاجيته المحببة وإذا انتهى عهده ترك الرائد في مهلكة الديون وأعطاهم ظهره، في الرائد لاتسمع لرأي ولا لصوت، لك أن تسمع وتطيع وتخرس لسانك وإلا فسوف تكون مطروداً مأسوفاً عليك، وبالرغم من أن الرائد لديه مجلس تنفيذي صوري لايحرك ولا يقدم ولا يؤخر، فإن المطوع يمارس أساليبه الدكتاتورية ويسير الفريق وفق هواه وهذا على الأقل لم يحصل في تاريخ الرائد أن تحكم فيه شخص واحد، وليس حديثي هنا من تلقاء نفسي إنما للوقائع البادية للعيان، وعليك أخي القارئ الكريم أن تدخل منتدى الرائد لتدرك من الرائديون انفسهم وكتابتهم أن أجواء الرائد هي أجواء دكتاتورية، فبالرغم من أن الرائد اشترى بملايين لاتحصى لاعبين مختلفين إلا أن الفريق يقبع في المنطقة السفلى بنقطة لاتغني ولا تسمن من جوع ولا تروي عطشهم.
هنا يتضح بين الجو الصحي للعمل في التعاون والمتمثل بروعة رئيسه وحسن تعامله مع الجمهور وبتناغم المجلس التنفيذي مع الأدارة والحوار المستمر في اتخاذ القرارات، بينما في الجو الدكتاتوري المتعكر لدى نادي الرائد فإنك تشاهد رئيس يطل بجواله من الرياض من عمارة المملكة ليقول اعمل هذا واترك هذا ولعمري أن هذه هي الدكتاتورية التي ستسقط الرائديون نحو جحيم الأولى أو إلى مكانهم الذي ألفوه قبل أربع سنوات ريفي ريفي ريفي