< حول الرسالة التي خطها الشيخ المجاهد يوسف بن عبد الله العييري رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته >
ذهاب على موعد
وموعد على سبق ترصد
تسليم لأمر الله وقدره
امتثال للحق دونما هوادة
هروب في مجاهل مستنقع عميق
تعب وأسى
يجازى بالشقاء
حاول تجنيب نفسه وأمته
فرفض ابن سام ذلك
قال : إنه مجرم إرهابي
ولم يعطه مجالاً لإبطال اتهامه
فارتحل وهو للترحال صديق
أقسم ألا يؤذي أحداً
لكنّ غيره أبى
فانتعل نيّة غيره ومضى
ذكرى بنتيه في خاطره
أصبح هماً ورؤى
آهٍ يا بنتيّ مما أرى
تقلّب وجوهٍ سوداوية
كانت ترى
ولكنها رضت العمى
ألست أخي
وأنت الأعلم بحال عدونا
قال أخي : أنا أخوك
ولكنّ حياتي في مقتلك
غريب أخي أنك أخي
قال أخي : لا يا أخي
أنت للحق دعي
قلت : لا لا يا أخي
أنا من كنت يوماً بارعاً
في صد ضربات المعتدي
قال عدوي الذي هو أخي :
لن يسلم رأسك يا فتى
فأنت عدوي وقاتلي
قلت : لا لن ترى مفرقي
تفرّق الجمع
وكل لما خطط بقى واعتزا
خرج الخبر للجميع
بينكم من للهدم سعى
هيا تعالوا للعدا
الله أكبر الله أكبر
جهاد كان حلماً ومضى
اصبر يا يوسف
فما بالك حزين ؟
كان ينتظر طلقاً طائشاً
فعاش في وجل وذعر
(( أن تعرف عدوك نعمة
ولكن أن تجهل تفكيره
فإن زوال تلك النعمة مؤكد ))
سلّم يا يوسف نفسك
أخرج لنا نحن نحبك
أتحبني وأنت عازم على مقتلي
أتحبني وأنت أعلم الناس بدمي
أتحبني وأنت أقسى العالم لقبضتي
دعني ابتعد عنك
فقد كرهت التلوّن الديني
أعطني سيفي ولا تبقني
دعني أواجه مصيري
فقد مللت ذي الحياة جميعاً
يا أخي وابن عمي ودمي
اليوم تنعتني أخاً
يا أخي أنت لست أخي
سأقولها بملء أفواهكم المتعجرفة
لقد حفظتكم يا مسلمون
من شر ويلات العدو
وهاأنا لا أبتعد عن كوني ابناً لكم
فهل تسمعون ؟؟؟
اقتربوا لصوتي
واغتنموا صراحتي
فلم أعد أخاً لكم
خذوا بيدي
فقد قررت أن افتدي
سأذهب عنكم
يذهب على علمٍ بموته
ها هو يوسف ها هو يوسف
تتناثر رصاصات حائرة
فيرحّب جسمه الضعيف
برصاصة أمريكية
ويأتي مسرعاً
يا أخي قلها :
ألست أخي ؟؟
يا أخي ها قد حان موعدي
يميل بوجهه ويقول :
لا لست أنت أخي
وعند سماعه يلقى صريعاً
وفي أثناء وخزاتها
وهو يكابد آلامها
يقول : قل يا أخي
قل يا أخي
يأخذ إغفاءةً أبدية
ليُعلن موت الإخوّة
التاج