أرَأَيْتَ أيُّهَا المَطَرْ
سَخيَّةٌ هِيَ ارواحنا بِالنِّدَاءاتِ ذَاتَ وَجَعْ
فَحِينَ تُغَادرُنَا ، نَكُونُ أرْواحاً بِلاَ وَطَنْ
وَ .. تَبْقَى الرُوحُ مَصْلُوبَةً عَلَى أَرْصِفَةٍ بِلاَ زَهَرْ
تَحْتَضِنُ نِدَاءَاتَ الإِنْكِسَار بِلاَكَ أيُّهَا المَطَرْ .. ،/
حِينَ رَجعتُ إلى حَدائقِي منْ غُربةِ الوجعْ
تيقَّنتُ أنَّ الضيَاعَ استوْلى على مَدينَتِي
وأنَّ الجفاءَ تجاوزَ الأرضَ حدَّ سَماءٍ تحتضنُ غُيومَ المطر .. !
ما أسهلَ بدايَات العَبث بألوانِ الحيَاة
ومَا أصعبَ الصُّلح مع غُيومٍ لا تعرفُ إلاَّ اللونَ الأبيضْ
والأبيضُ فقطْ .. ،/
أَوَّاهُ يَا مَطَرْ .. ،/مَا أَشَدّ وَقْعُ خُطَاكَ عَلَى أَرْصِفَةٍ تَتَضَوَّرُ أَرَقًا ..
أَرْصِفَةٌ مُرْتَوِيَةٌ قَبْلَ قُدُومِكَ حَيْثُ العُقُوقَ طَالَ الأُمَّهَاتْ
فَمَا بَالُكَ بِذَاتِ الزَّهَرْ .. ،/
حِينَ يَتَوقَّفُ بِنَا الزَّمَنْ ، وَتفُورُ دِمَاءنَا
دَعُوا النَّقَائِضَ ، وَاحْفَظُوا رَحِيقَ أحْلامَ البَياضْ
فـ غُيومَ الأحْلامِ لا تَجُودُ عَادةً إلاَّ حَيثُ لاَ بَشَرْ .. ،/ !
مَا رَأيْتُ عَيْنًا غَزِيرَةً بالدَّمْعِ
إلاَّ وتَكُونُ رَهِينَةٌ لـ الَّليْلِ ، مُتيَّمةٌ بالمَطَرْ
لا حُزْنًا وَلاَ أَسَى
فَقَطْ .. تَكْوِينٌ سَرْمَدِيٌّ لأرْوَاحٍ مِنْ ذَهَبْ .. ،/
