الإنسان مرآة لنفسه
في أحايين كثيرة يقف الإنسان أمام المرآة لير ما أحدثته الأيام من تغييرات تبدو واضحة على تجاعيد وجهه إنه عندما ينظر إليها لا يفكر بأصل المرآة العاكسة للوجه وإنما جل تفكيره يكون محصوراً في رؤية ملامحه الحزينة أو السعيدة في ذلك اليوم ، فهو بهذا الفعل يثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الإنسان يراقب نفسه عن كثب حتى في الأمور المحسوسة وأكبر دليل على ذلك هو وقوفه أمام المرآة لحظات كثيرة .
إن الإنسان عندما يفكر في نفسه فإنه لا يتخيّل أنه أمام مرآة تكشف له ملامح وجهه فحسب ، وإنما يتذكر بالفعل ما حصل له من أحداث تستدعي الوقوف أمامها كثيراً ، لكي يستدرك ويستنتج في نهاية الأمر أن ذلك الحدث كان في صفه أم في غير صفه .
يزداد بحث الإنسان عن مكامن الخوف فيه ، فكل يوم يبحث عن ما يزعجه ولا يستطيع بطبيعة الحال تشخيص الحالة إلا بالوقوف الحازم أمام متطلبات النفس . فإذا أحسن الإنسان الوقوف فإنه بذلك ينتخب لنفسه أعلى درجات الأوسمة للوصول إلى النتيجة الحتمية التي يتجاهلها أي إنسان عن نفسه . إنه إذ يفعل ذلك يكون قد وفّق إلى إدراك حقيقة الوجود ، وكذلك حقيقة التواجد الدائم مع البشر والاختلاط بهم . إنه يستطيع أن يقيّم الحالة الشعورية له في ذلك الحدث أو تلك الأحداث فيصل بنفسه إلى بر الأمان وعدم الخوف من جراء بعض التطفلات الفكرية التي تؤدي دائماً بالنفس إلى دوامة من التفكير تخلص في نهاية المطاف إلى زيادة المعاناة من الطرف الآخر ، ووجوب التأثير عليه مهما كلف الأمر .
إن الإنسان مرآة لنفسه وعقله فمتى ما أحسن استعمالها كان بها حفياً ومتى ما أساء استعمالها كانت عدواً .
تحياتي لكم