[c]طال بقاء أبي فراس الحمداني في الأسر واشتدت وطأته عليه، فقصدت أمُّه سيفَ الدولة بعد أن سارت من منبج إلى حلب حيث يقيم سيفُ الدولة .. وطلبت مفاداة َ أبي فراس متوسلة ً ملحة ً في طلبها . . لكن سيفَ الدولة أعادها خائبة. وصادف في أثناء ذلك أن بلغت قسوة ُ الروم بالأسرى شأوا بعيدا وقيدوا الأسرى - ومنهم أبو فراس - في قلعة "خرشنة" ، فلما علمت أمُّهُ بذلك اعتلت من الحسرة . . فبلغ ذلك أبا فراس ثم كتب هذه القصيدة معاتبا ومهددا فيها ابن عمه سيفَ الدولة الحمداني ! [/c]
[poet font="MS Sans Serif,5,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=3 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
يا حسرةً ما أكادُ أحملُها= آخرُها مزعجٌ وأولُها
عليلةٌ بالشآمِ مفردةٌ = باتَ بأيدي العِدَى مُعَلِّلُها
تمسكُ أحشاءَها على حُرَق ٍ = تُطفِئُها والهمومُ تُشعِلُها
إذا اطمأنتْ – وأين - أو هدأت = عَنَّتْ لها ذُكرةٌ تُقلقِلـُها
تسألُ عنا الرُّكبانَ جاهدةً = بأدمُع ٍ ماتكادُ تُمهِلُها
يامن رأى لي بحِصن ِ خِرشَنَةٍ = أُسْدَ شرىً في القيودِ أرجُلُها
يامن رأى لي الدروبَ شامخةً = دونَ لقاءِ الحبيبِ أطولُها
يامن رأى لي القيودَ موثقةً = على حبيبِ الفؤادِ أثقلُها
يا أيها الرَّاكِبانِ هل لكما = في حَملِ نجوى يَخِفُّ مَحمَلُها
قولا لها إن وَعَتْ مَقالَكُما = - وإن ذِكري لها ليُذهِلُها -
يا أُمَّـتَا هذهِ منازلُنا = نتركها تارةً وننزِلُها
يا أمتا هذه مواردُنا = نَعُلُّها تارةً وننهَلُها
[/poet]
[c]----
هذا جزء من القصيدة .. أكتفي به .. ويمكن أن تطالع باقي القصيدة في ديوان أبي فراس الحمداني .. والقصيدة من بحر المنسرح.
ويقصد أبو فراس بقوله "عليلة بالشآم" في البيت الثاني أمه [/c]
[c]مع التحية[/c]