[align=center]
لا أعلم سببا لكتابة هذه السطور القادمة سوى أني وقفت لأتنهد تنهيدة طويلة على ماضِ لم نتمتع بسعادته سوى الآن بذكرياته الجميلة ...!!
الحياة الصناعية التي نعيشها في البيوت حالت بيننا وبين الحيوية والنشاط والتفتح والبساطة والتأثر الذي نجده عند تجولنا في الحقول وعند قطفنا بثمار شجرة
أو مشاركتنا في ساقية بستان .
بعدنا عن الحياة الملتصقة بالأرض التي تفور بالنماء والتجدد جعلنا لانرى سوى الإسمنت والحجر والحديد فتصلبت نفوسنا وجفت مياة الروح في أعماقنا ,,
هل" البساطة" فطرية يولد بها الإنسان أم مكتسبة ؟
هل هي موجودة بيننا أم بدأت تتلاشى شيئاً فشيئاَ فشيئاَ
هل بإمكاننا أن نتلمسها في حياتنا اليومية أم أنها روح معنوية شفافة تتسرب إلى النفس كما الندى حينما تتتشكل قطراته
على بتلات الورد معلنة إشراقة عرس صباحي بهيج !
هل هي محدودة بزمن معين بحيث يصبح بإمكاننا أن نقول أنها زمن الطفولة وزمن الأجداد السابقين .
أم هي مركب كيميائي بإمكانك تجميعه متى أردت !
هل كل من يملك ابتسامة طهر صافية هو بسيط !
أم يجب أن ترفق معها رتوش اجتماعية وثقافة معينة حسب العادات والتقاليد لكل مجتمع !
إن كانت هي فطرية فمن هم البسطاء ؟ وإن كانت مكتسبة فأين هي الدور التي تقوم بتدريسها ؟
وإن كانت هي زمن الطفولة فمالفرق بينها وبين البراءه؟
وإن كانت من زمن الأجداد فمالفرق بينها وبين الرجعية ؟ أقصد الحياة بأجمعها ( بشكلها المادي ) دون المساس بروح الحياة الهادئة ( بشكلها المعنوي )
وإن كان كل مبتسم بسيط .. فمن هو العادي ؟ وإن كان ذا منصب بسيط فمن هو المتعالي ؟
البساطة في زمننا هذا أصبحت تعج بعمليات التجميل وأساليب الإتكيت والتحدث بصيغة ( للللل ) صعب جدًا
وحتى تقدم للناس شيء يبهرهم ويقولون .. يااااه ياحلو البساطة .. عليك أن تدفع ثمناً باهضاً وتعصر الطرف الأيسر من مخك عصرًا جيدًا
لتخرج بفكرة جديدة لم يسبقك لها أحد وأن تجيد اللمسات الخارجية بإتقان شديد بحيث تجعل الذي أمامك يرى بدهشته لابعينه المجردة .. لذيذ هذا الشعور حقاً !
ولكنه في وقتنا هذا صعب ومجهد ومكلف .
إذ أنك أنت أيضاً يجب أن تكون هادئاً مطمئناً واثقاً من نفسك بشوشاً ولو أنك تشعر بجبل أحد متربعاً فوق عنقك . وأحذر أن تكون دبلوماسياً فتخرب مابنيت !
.
.
ولنا في صفوة الخلق أسوة حسنة حيث كان صلى الله عليه وسلم يصلح ملابسه , يرمم حذائه , يساعد في أعمال المنزل , يزور الفقراء والمرضى
هذه هي الشخصية البسيطة وتلك هي الحياة البسيطة
ولكن أين هم البسطاء وأين تلك الروح القوية والمتواضعة الكريمة المطمئنة في آن واحد !
تزاحمت هذه وتلك في مخيلتي ولم أجد تعريفاً واضحاً دقيقاً لها يهدئ الضجيج الذي يعبث بداخلي
توقفت طويلا ,, هل نحن مخطئون ؟ أم هل الزمن أخطأ علينا ؟
أنحن من جنى ؟ أم جُني علينا ؟
بقبضتي المفتاح ولم أعثر على الباب الصحيح بعد !
بآرائكم تتضح الرؤية أكثر ..
تحيتي ,,[/align]