عباءة كبريائي تعثّرت برياح الانزواء
وتطاولت ذراتها الصفراء على جيوب ذكرياتي
في أي الفصول تهبين أيتها الرياح ؟
تتدحرج أنات الدقائق من أعالي أحاسيسي
رياض تلك المساكن الخضراء
المتمسكة بأعشاب الثواني
عد يا شتاء أدراجك
فليس لبرودة أعصابك حياة
وأنت أيها الربيع تنحى جانباً
فلم تعد تلك الأزهار كساءً وغطاء
قف أيها الصيف المحرق
فلست أهلاً لمصاحبة الظلال
وأنت أيها الخريف هيا أقبل
لا يهم أن تنفي حياة الأوراق
ولا يعنيني جفاف الأغصان
أنت من اخترت لمواجهة الرياح
تتقلّب الفصول الأربعة وتطغى
أشدها قوةً من يتصدّى للبوح بأسراري
عند ناحية جدار شجرة السدر
تختنق آهات كنت قد أعددتها زاداً لمسير رحيلي
أحس بوخزات يدٍ أفسدت نعومتها آلام الرياح
وفي ليلةٍ جنائزيةٍ تجتاح الرياح نوافذ ضلوعي
تقذفني هناك حيث لا رجعة
إلا بامتطاء صهوة أنفاسها العاتية
هيا أيتها الرياح بارزي عواطفي
تقدّمي بثباتٍ وقابليني
وهذه المرة لا ترحميني
فكل ما أرجوه منك أن تنصفيني