عندما أدمنتُ رائحة الدماء !!

كَمَا هو مُعنوّنٌ في الأَعلى , وكَمَا هو مُدوّنٌ هُناك , فإنْ رَائِحة القَتْل والدَّم , مازَالت تُطَارِدُني مُنذُ النَّشأة الأُولى , مُنذُ أن كُنتُ طِفلاً بَريئاً , يُشَاهِدُ الأحدَاثَ بِكُلِّ براءةٍ ورُعب !! .
أَأَكشِفُ لَكم سِراً ؟؟ .
أَصبَحتْ الدِّماءُ لا تَعني لِي شيئاً , بَلْ هُو طَعمٌ ...أَتَذوَّقُهُ الآن وأنا أَبكي , بل رُبَّما أَضْحَكُ فِي أَوقَاتٍ أُخرْ !! .
هل تَعلمونَ لِماذا ؟؟ لأنِّي رأَيتُ آلاف الفِلسطِينيينَ يُنْحَرون كَمَا تُنْحَرُ الأَنعَام ,ولأنِّي شَاهَدتُ آلافَ العِرَاقيين , تُخرَقُ رؤوسَهُم بالمِثْقب الكَهرَبائي اللعَّين !! بأَيادي صَليبيَّة يَهُوديّة وأُخرى مَجُوسيّةٌ رافضيّة .
لم يَعُد جَسَدِي يَقشَعرُّ كَمَا السَّابق , لأنِّي رَأيتُ الكثيرَ مِن أَبناءِ الصُّومالِ المُسلم يُشرَّدونَ ويُقتّلونَ بأيدٍ صُوماليّةٌ أثيوبيّةٌ أمريكِيّة .
إن الدِّماءَ بالنِسبَةِ ليِ , مُجرَّدُ لونٍ أحْمَر كأي الألوَانِ المُحيطَةُ بِنا , بَل حَتَّى كَلَونِ بَذْلتِي الحَمْراء !! .
صَدِّقُوني , لَمْ تَعُد تِلك الأَشلاءُ تُصِيبُني بالغَثيانِ , أو حَتّى بِحَالة الدُّوارِ والتَقَيّؤ , بَل أَصبَحتْ رَفِيقَةَ دَرْبي , حَتَّى أَني أُعاتِبُ والِدَتي كَيفَ أنَّها حادتْ عَنْ إِرضَاعِي بالدَّم , بَدَلاً مِن الحَليِب الذّي لَم أَتَلذَّذ بِطعمِهِ حَتّى !! .
لَقَد رَأيتُ أَلفَ ألفَ , أي مايُعادِلُ المِليونَ مِن الأَفغانِ المُسلِمُون يُقصَفُونَ بِصَواريخَ خُتِم عَلى جَبِينِها أَعْلامُ الدُّولِ أَجمع , حَتَى العَربيَّةُ مِنها والإِسلاميّة !! , وَلَقد رَأيتُ مَلايينَ المُسلمِينَ (( لا أقولُ يُقْتَلون , بَل يُقَتَّلُون , بِتَشدِيدِ التَّاء والتي تَعنِي مُداوَمَة القَتل )) فَمَصَائِبنا بُصِمَ عَلَيهَا المُداومة ولاحَول ولاقُوة إلا بالله .
إنَّ مَسِيرَتي ( الدَّمَويَّةُ ) ولَّدَتْ كُرهاً لِكُل قَاطِني هذا العَالمُ الحَقِير , الذي يَرَى وَيَسْمَعُ ويُنْكِر !! .
وإنَّ جُذُورَ هَذَا الكُره الدَّفين , تَنْصَبُّ على رَأَسِ الكُفْرِ أمريكا أولاً , ومن ثمَّ , يَكُونُ لِكُلِّ مَن مدَّ يَدَهُ ودنَّسَها فِي أيدِي هَذِهِ العِصَابَةُ المُحتَرِفَةُ .
سابقاً , كُنتُ أَخشَى أَن أَكُونَ مَصَّاصُ دِماء فِي المُستَقبل , لكَثرَةِ الدَّماءُ التي رَأَيتُها ولَم أَتَذَوّقُها , وكُنتُ أستَبعِد هَذا الخَرفْ والجُنون , لكنّي أصبحتُ الآنَ مُتَيقِّناً من هذا , وسَيَكُونُ يَوماً قَادِمْ يَجْعَلُنِي مِن ( الذَّوَّاقينَ ) لِتِلكَ الدَّماء , عِياذاً بالله مِن ذَلكَ اليَّوم !! .
أَخُوكُم مُدمِنُ الدّم : أبو آلاء !! ..