هذه الخاطرة ليست لي ......
بل لتلك الجثة التي سكنت غياهب الحزن طويلا.........
ليست لي .........
بل لتلك الفتاه التي حرمها القدر من أن ترتشف مذاق اللذة بتلك الشفاه التي جرحها النداء وأنين البوح.......
ليست لي ..........
بل هي لفهد فهو من طلب مني أن أكتب من جديد...
تلك الحروف ليست حروف....
بل هي قطرات دمعي التي تناثرت دما ًعلى مخدتي .....
ليست لي...... بل هي لتلك الطفلة التي سرق منها ذلك الجبروت ألعابها فضاعت براءتها..... حتى أشبهت من هم بعمر الخمسين .......
هي ليست أنا .......بل أنا هي
أنا من تركت طفولتي جانباً لأصبح أما ً وأربي ذلك الرقم وكأنه طفلي ......
حملته بين يدي طفلاً رضيعاً وها هو اليوم يلعب بجواري......
ليتني أستطيع أن أخبره بأنه أكبر كذبه ٍ عشتها في حياتي.......
تحت أدراج الحساب .....
سكن الرقم (الحادي عشر) أواسط قلبي...فستعمر مملكه أضلاعي ....
منه بدأت .....وبه عانيت أسقام الهوى ......وهاهو اليوم يقتلع لي مابقي من شراييني يتلك اليدين التي قبلتهما له صغيرا ً......
كبر بين يديّ فخشيت من ذلك الليل الذي يسكن فيه صوت غيره جوار جسدي.... وخشيت أكثر من أن أدرك ما أنا فيه ......
هربت منه لاختبئ خلف ذلك السور .....فبدأت بالبناء بكل قوتي....
ولم أدرك أني كنت اقفل على نفسي..... حتى حرمني ذلك السور من أن استرد أنفاسي......
واليوم...... أدركت باني اطلب ممن حولي مساعدتي بهدمه ......
......ليله أمس ......
كنت أنادي........... وسكرات العشق تذوب داخل أنفاسي..
كنت أنادي.......... وأنفاسه تخالط لذة السكْر في دمي...
كنت أنادي فتسلل ذلك الشخص إلى قلبي ليناجيه .......تسلل بلا أستاذان...ولكنه حمل لي ماكنت اشعر به.......
....ليله أمس....
امسك فهد بيدي الضعيفة ليخرجني من بين تلك الأشواك التي استنزفتني لآخر قطره.. فتمسكّت بيده التي لامست قلبي قبل أطراف أناملي .......
كنت أراقب عينيه لعله هو من ابحث عنه ......لعله هو من حبست نفسي لأجله....
ولكنه رغم ذلك لم ينضر الي..... تمنيت لو أني سألته عمن قتل روح الصبا داخلي..
أو لعله يعرف من ابحث عنه.....فيأتي به لي ....
....فهد كان يخاطبني .........
كان يخاطبني وأشباح الخوف تدور على جدران قلبي ....اقترب مني بهدوء ليضع يده على صدري دون أن اشعر......فقد سلب مني ملكوت الدهشة مابقي من أحاسيسي....
عجزت عن أخذ أنفاسي فاخبرني بأني لست الوحيدة........
فذلك السور الذي بجانبي هو له......
لقد فعل مثلما فعلت....لقد أحب مثلما أحببت..... بكى مثلما بكيت...وفقد مثلما فقدت........
لست وحدي......
لقد فقد حنان ........
لست وحدي.... ولكني رغم ذلك أبقى خلف ذلك السور وحدي .....
تمنيت في تلك الليلة أنها أنا .......لا لأجل أن يفقدني من جديد ...أو أن أجرحه من جديد....بل لأجل أن اعرف شعور من أضعت عمري لأجله...
.......فيالي من أنانيه........
كنت أريد أن أعرف شعور ذلك الرجل الذي سرق مني ألعابي ..........
ذلك الرجل الذي التفت الي أوراقي الباليه ولم يلتفت لي .......
يقلّب أوراقي ليتذكرني وأنا بجواره ....
يبكي لما حصل لي وهو من فعل بي ذلك ....
لم أكن اعلم بأن الرجال تبكي.... ولم أكن أعلم أن الحب هو لعبهُ لمن سرق القدر لعبته
أنا لا شيء بدون ذلك الرجل الذي فقد مشاعره تجاهي .......
أنا....أنا ذكرى بين طيات ذلك الشيء الذي يدعى باسم العشق....
أنا....أنا مجرد قلب ٍ أطرب سواد الليل هزيج حزنه ......
تذكرت في تلك اللحضهِ أن فهد مازال ممسكاً بيدي ....
ولكنه سرعان مانفضها ليرحل عني بعيد ً......
كنت ارقبه وهو يبتعد....
كان ابتعاده مزامنا لغروب شمسي التي سكنت بين أضلاعي...
اختلطت حمره غسقها بحمرة دمي الذي تبرأت منه ...
حينها كنت ساجية الطرف ........لأني أعلم أن فهد لأن يعود لي مره أخرى
.......رحل فهد........
وأنا مازلت واقفة على قدماي التي كساهما برد الليل بزرقه الحرمان ....
رحل ....فسقط دمعي على شفتاي....
رحل..... فإستدرت لأغمض عيناي وأسقط نفسي خلف ذلك السور مره أخرى...
لقد أسماني أمل الغد....ولكنه نسي أنه لاغد لي.....
أعلم أنه لن يعود ليمسك بيدي ....وأعلم أني لن أخرج مرة أخرى....