نجاحي الأكبر
هم الروح التي تملأ جسدي و النبض الذي ينعش قلبي ,
أحبهم , و أحترمهم , و أقدرهم ,
و أخاف عليهم , و أنا أتابع مسيرتهم .
لم أكن أهم شيء لهم , و لكنهم من أهم الأشياء إلي ,
استفدت منهم ربما أكثر من استفادتهم مني ,
عاملتهم كعظماء و هم كذلك و إذا بي عظيم عندهم جعلت قلبي يحدثهم ,
وعقلي يعصر نفسه من أجلهم ,
تمنيت أن أعوض إخفاقاتي نجاحا لهم و همومي سعادة لا تفارقهم ,
وقسوة أيامي راحة لهم , هم أرق من نسيم الصباح ,
و أرسخ من الجبل الشامخ , نفوسهم ما عرفت غدرا ,
و لا تلوثت بحقد , و لا انشغلت بالترهات ,
أرى نفسي فيهم فأنتشي , إن نسيني الناس لم ينسوني ,
و إن تذكرني الناس كانوا من أقربهم إلي ,
و إن أقبلت عليهم كنت أعز زائر
و كانوا أغلى من أزور و و الله لا أدري أينا أعز على الآخر .
لم تفرقنا الأيام و لا تغير المراحل ,
و لكني و بكل صدق خائف أكاد أرتجف من القادم ,
القادم الذي أتمناه لهم و أدعو الله أن يقربه لهم
و لكنه قادم يخيفني و يؤرقني , إنه البعد الذي يفرح و يحزن,
و لكنني رغم ذلك أتمنى لهم أفضل مستقبل و أعظم نجاح .
هم طلابي أو بأكثر دقة مجموعة من طلابي
أحببتهم حب الأب لأبنائه , كيف لا و أنا من شارك في تربيتهم
إحدى عشرة سنة من عمري و من أعمارهم .
فما أعظم أن تنظر لبذرتك و قد نمت و ترعرعت
و اشتد عودها و بدأت تزهر و قريبا ستثمر و قد سقيتها بعرقك ,
و منحتها جهدك و تعبك , وسهرت على حمايتها و العناية بها .
إنها الثمار التي أنت جزء من كل واحدة منها مهما شرقت أو غربت ,
و أنت جزء منها حينما تبدأ هي بنفع الآخرين و بناء أرض الله
إنه النجاح الذي لا يعادله نجاح , أنه نجاحي الأكبر.