________________ بسم الله الرحمن الرحيم_______________________
في احد الايام ذهبت الى الغابه....كان الجو جميل ولطيف....اخذت انظر
وأتأمل في جمال الطبيعة الخلابه...واراقب حركة الحيوانات الاليفه....وفجأة
لاح في الافق بوادر المطر.. فرايت سحابا قادما....تقدمه اصوات الرياح ....
بدات افكر في مكان اختبء فيه.... طال البحث فاخذ المطر يبلل ثيابي ....
واخيرا وصلت الى كهف مظلم....... دخلت فيه..قرات ماتيسر لي من القران ....
نعم لقد كان مكاناً موحشاً..وفجأة!!! سمعت حركة داخل الكهف!! ففزعت وقلت
في نفسي اني الان بين فكي كماشه...لانه لايوجد في الكهف المظلم مايجلب
الخير...فتشجعت وتعمقت اكثر داخل الكهف....وفجأة قابلتني عينان لهما بريق
فقلت في نفسي اني هالك لامحالة ففي الخارج اقتلعت الرياح الاشجار واحرقت
الصواعق مالم تدمره الرياح.....ولكن لابد من المواجهه.......التفت الى يميني
فوجدت عصا ملقاه فأخذتها..علها تكون سببا بعد الله في نجاتي...وتقدمت
الى الجهه التي ياتي منها الصوت...فقلت بصوت عال من هناك!! ولكن
المفاجأة الاكبر انه رد علي وقال لاتخف!!!! لقد جاء في خاطري انه لايوجد هنا
سوى الحيوان....فكررت السؤال لكي اتأكد من هويته..فرد علي : لاتخف!!!
فقلت من انت؟؟ فقال اقترب مني فانا لااضر احدا...فدنوت منه فكانت المفاجاة
الاخطر!!! نعم انه أسد ويتكلم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ فدلني على مكان
الحطب وطلب مني ان أوقد النار...ففعلت وكل هذا وانا مندهش غير مصدق
لما اراه...فقال لي : اني اعلم انك مندهش...ولكن اقبل الواقع...ولاتسال..
فاخذت بالحديث معه وسالته لماذا انت هنا؟؟ولماذا حالك هكذا؟؟؟
فقال يابني : ان قصتي طويلة جدا...بدات منذ مايقارب الخمسين عاما...
فقلت له: وانا اريدك ان تقصها لي علي استانس بها وتذهب روعتي....
فقال: حسنا..اسمع : ارايت هذه الغابه؟؟قلت : نعم..
قال: قبل خمسين عاما كنت انا المسيطر عليها ... لايدخل انسان ولاحيوان
الا بإذني....وبقيت على هذه الحال اربعين عاما.....حتى اتى ذلك اليوم....
فبينما انا جالس كعادتي تحت ظل الدوحة الخاصة بي اذ جائني ولدي وقال
يا ابي ان النمر جمع الجموع وتوجه الينا....فقلت له: اسمع اذهب واجمع الاسود
كلهم ففعل..ولكن لم يحضر سوى اسدين...فقلت واين الباقون؟؟؟؟ قالوا
لقد تركوا الغابه بسببك!! فقلت : انا؟؟ قالوا : نعم ان تعسفك وجبروتك جعلهم
يرحلون.....فقلت لهم : والراي؟؟؟ قالوا : لاطاقة لنا اليوم بهم...فقلت: ارسلوا
الى كل الاسود وقولوا لهم اني تارك الامر لهم اذا غلبنا النمور.......فجمع الاسود
وانضم اليهم الضباع.....
نعم يابني لقد انضم الضباع ولم اعرهم اهميه......المهم اننا دافعنا عن غابتنا
وقهرناهم وانتصرنا عليهم......
وبعدها قالوا: احتراما لك سنجعلك صورة فقط اي مانريده تتكلم به فقط لكي
لايعتقد النمور ان بيننا مشكل........
ومضت خمس سنوات ..وفي احد الايام افاجا بصياد فهربت منه فاطلق النار
فاصابني ولكني استطعت ان اهرب منه ..... فاتيت اليهم وانا انزف فلم يهتموا
لي..كل مافعلوه شئ يسير من الضماد...وبقيت الرصاصة في يدي....ومرت
الايام فلم استطع ان احرك يدي...وكل يوم تزداد حالتي سوءا ...واخيرا اعلن
في الملا نبأ موتي...وقالوا لي ابقى في هذا الكهف ونحن سناتي لك بالطعام
والشراب...الى ان تموت.......فاصبح هذا الكهف هو سجني.........
فاخذ يبكي.. فقلت له: يا اسدي الغالي لقد سمعت ابي يحكي يوما عنك وعن
بطولتك وعن حبك للخير......فكنت اتمنى لقياك...وان اقبل يمينك..لقد كنت
تحرس مروجنا الخضراء التي تسرح فيها اغنامنا ودوابنا.... اني تمنيت ان
القاك وانت في قوتك...تمنيت ان القاك وانت مبتسم....ان اليوم الذي اعلن فيه
موتك لهو احب الي من ان القاك وانت على هذه الحال..........اسدي الغالي
فليخسا الخاسئون الحاقدون.......الحاسدون.....ان اهل القرية يحبونك...
فلايأبهون لكلامهم ولسمومهم......تبقى اسد الغابة ويخسا غيرك...
فقاطعني وقال: يابني انها سنة الله ...
وفي اثناء كلامنا توقف المطر وهدأت العاصفة.........
فقال لي: اما وان العاصفة هدات فاذهب من هنا ولاتخبر احدا بما دار بيننا.....
فاني لااستطيع للغابه...........
فوادعته وانصرفت...........................................
.................................................. ............