صرخة
طفل مبتور القدمين يرد بيديه الضعيفتين هراوة الجندي الواقف فوق رأسه , طفل
ممزق الثياب مجروح الفؤاد فقد ابتسامة الطفولة في دمعة بكاء .
أ لأن وجهي شاحب
أوسعتني الضربا
وقتلت إنسانيتي
ألبستها اللحدا
وجعلت قلبي موحشا
كالغار منسدا
أ لأن عيني صورة
للبؤس ممتدا
ترجو الخلاص بنفسها
من بعد أم غادرت
والوالد انهدا
أ لأن جسمي مقعد
ولأن ثوبي قاصر أن يستر الجلدا
أوسعتني الضربا
فلماذا تضربني رويدك ?!
لم أرتكب ذنبا
لم أنتش فوق العباد وأعتلي
لم أسرق الآهات والكدا
لم أبن سدا من جماجمهم
ليسد نهر دمائهم سدا
إنني طفل كورد حديقتي
أحرقتها وحرقتني
وزرعتها من بعده الشوكا
وسقيتها من بغيك الحقدا
فحصدت نارا تحرق القلبا
وحصدت نارا تحرق الخوفا
وحصدت سيفا يكسر الغمدا
وحصدت زرعك كله حصدا
أنا ليس قلبي أسودا
لكنني أأبا
أنا ليس قلبي ثائرا
لكنني أقوى
أنا لست ابن حضارة
تقتات بالموتى
وتحيل صرح كرامتي
للقاع منهدا
قطعت رجلي التي أمشي بها
لأطير حرا شامخا فردا
ولأن أرضك يا عدو تنجست
طلقتها وسموت للأعلى
اضرب طفولتي التي مزقتها
لا تدخر جهدا
فبداخل القلب الصغير جهنم
ستثور يومنا فارتقب رعدا
سيثور بركاني الذي أخمدته
ليحطم الأغلال والقيدا
اكتب لعارك أسطرا من أدمعي
بالسوط بالتنكيل لا تهدا
وأنا سأكتب من عذابي قصة
للدهر للأطفال كي تبقى
أنت والوضيع عليك لعنتهم
وأنا سأبقى صانعا مجدا
لا يستوي مكر الحقود وشوكه
مع زهر حقل عانق الوردا