سمعت نداء المؤذن وهو يرفع بصوته .... الله أكبر .. الله أكبر..
ليدخل وقت صلاة المغرب ... في مدينتنا ...
بدأ النور ينجلي بهدوء .. ليفسح للظلام مكانا ...
دقات قلبي بدأت بإظـطراب ... أحسست بدفء في أنفاسي...
بدأ الظلام يسود في جنبات غرفتي المتواضعة ..
لم أستطع تمالك أنفاسي .. أحسست بشئ في داخلي ..
إلتفت يمينا فإذا بدفتري الخاص .. وقلمي المصاحب لي ..
إلتفت إلى الميسره .. فإذا أوراق مبعثره ... ذكريات قديمة ..
فإذا عيني قد وقعت على ورقة ....؟
تمعنت في قراءة كتاباتها ...أجهدت عيناي لإقرأ بتمعن.. فإذا هي ....
((رحلت يأخي وربي راض عنك))
دارت عجلت أفكاري .. لتنهمر دمعتاي على وجنتاي ...
تذكرت أخي الذي يكبرني بــ3 سنوات ..
عشنا أيام طفولتنا معاً .. طويت شريط حياتي لأرى مواقف جسام ..
تذكرت ذلك الجسد الذي رحل عن الدنيا ...
وقد كافح في الصيام والقيام وعبادة لرب الأرض والسماء ..
تذكرت عندما كنت آتي لغرفتك الصغيرة ...للحديث معك ..
فأنتظر دقائق قد تطول علي حتى تفرغ من تهجدك ...
لقد درستنا دروساً في التضحية ..
لقد فرحت عندما رأتك أمي في منامها وأنت تقول لها ..
لاتخافي فلقد شفعني ربي بأهلي ...؟
وهي ترى تلكم البسمات تثور من وجنتين محمرتين ..
وقسمات وجهك قد أشرقت كنور الشمس ..
كيف ولا ....
وأنت قد رحلت ولسانك يبتهج بالذكر لخالقك ؟؟
كيف لا...
وفي صدرك ..
كتاب الله ... وكتاب التوحيد ...
والأصول الثلاثة التي كنت تراجعها معي ...
كيف لا ...
وقد كنت تذهب لعلماء لهم دروس في مساجدهم لتتعلم وتعلم ...
كيف لا ...
وصفوف المصلين تتزاحم على مسجدك لتنعم بترانيم صوتك ..
وعمرك لم يتجاوز ألــ 24 عاما ..
إنني أتذكرك عندما أرى بنيتك الصغيرة ... التي لم تراها بأم عينك ...
رسمات وجهك قد ركبت في وجهها ...
بنيتك التي عمرها 3 سنوات ... وقد سلكت مسلك أبيها في العلم والتعلم ...
إنها تحفظ شيئا من وردها ..وأذكار الصباح والمساء ... ودعاء النوم والخلاء ...
ونزول المنزل ..وتحفظ من قصار السور ... لقد قالت لي ذات مرة ونحن في نزه مع الأهل ..
عم أنظر إلى هؤلاء يستمعون للموسيقى وهي حرام ... ربي يسألهم ..
الله أكبر من تربيه ... ومن وراثة لأبيها ...
كيف ... وكيف ... وكيف ,,, أمور لو قلتها لطال بنا المقام ...
رحمك الله يأخي وغفر الله لك وتجاوز عنك وجمعنا بك مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولائك رفيقا ....