لست مؤمنًا بمن يشغر مدير تعليم القصيم بفرعيه , ولست مجبرًا على أن أداهن أو أتزلف , فكل ما فيهما يبدأ من حيث جثم الاثنان على سدة منصبي المدير العام لكل منهما , فهما قد استغلا غفلة الناس عن حقيقتهما , وجاءا بعرق كذب يحسبه العامة عرق التعب والجهد والبذل !
في تعليم البنين أقيمت له مأدبة عشاء حين برئ من عارض صحي , فعلم الناس أنه مكين أمين عند السابق له , فكان أن رشحه ليكون مديرًا عامًا , وإن رحنا نبحث عن المميزات التي أهلته فلا نجد سوى المجاملة التي حدت به لأن يكون على رؤوس العاملين في ذلك القطاع كما السوط المسلط , فترحم الناس على الكفء حين عقمت الأيام والليالي عن المجيء به , فكأن المعيار الخلق المداهن للمرء وليس ما يملك من إنجازات .
على أن العجب يأخذ منا مأخذه حين نرى المداهنات التي تصدر عن العاملين تحت يده , فكأنه يريهم ما يرى ويهديهم سبيل الرشاد , فكان أن تراجع التعليم , وسُنت القرارات الداخلية عبثًا بلا روية , وأنّى تكون الروية مطية هذه القرارات حين انعدم المقرر الحاذق ؟ !
وفي تعليم البنات , يعلم الجميع أنه من ذوي المشترين المؤهل رياء وسمعه , وتحذلقًا في وجوه الغافلين , وبهرجة حين تقع العين على اسمه المسبوق بالمؤهل المزيف , فهذا تلبيس انعكس على ما يكون من إحراءات داخلية , ولا أقول خارجية , حيث إن منصب المدير العام حيالها كما الجهاز الذي يُدار بالمتحكم ( الرموت ) , والويل له لو خرج عن نسقها وبيان مضمونها , بل من الوقاحة بمكان أن يضرب صفحًا عن تعميم الوزير بعدم إدراج المؤهل غير المعترف به قبل أسماء أصحابها !
لقد ابتليت مدينة بريدة بمن تسلقوا تسلقًا بهلوانيًا ليس كما فعل الأكفياء , وبات الناس معتادين على ما يكون من مصائب في ذينك الفرعين , وأصبحوا يتوجسون زخمًا من المصائب في كل يوم جديد , وإنني لأستبشع هذه الوقاحة حين رضي الناس خانعين بمن تسلط عليهم دون أن يبدوا تبرمهم وسخطهم , فكأنها الأقدار التي لا تُدفع !