رسالة
من جسدي إلى روحي
أيته الروح التي تسكنني أيته المسكينة الحائرة في جسد منهك معذب منك ومن أجلك , يا من جعلت من أضلعي قضبانا ترين من خلالها النور ولا تصلين إليه , وتتأملين السعادة ولم تلمسيها, فأصبحت كمن يعيش لحلم كلما اقترب منه تاه وكلما بناه انهدم .
أيته الروح التي تعذبني ولست عدوا لها , وأخذلها بضعفي و لست إلا مشفقا عليها , حتما لن تسعدي بي , و حتما لن أقوى بك .
أيته الروح هذا باب سجنك مفتوح وهنك من ينتظرك , هناك من كان بينك و بينه عهد وميثاق أخرجي إليه , كوني له نورا يضيء له الطريق , كوني له غمامة تظله , كوني له شجرة مثمرة كوني له قطرة تنسيه ظمأ الهجير, كوني له معطفا يقيه الزمهرير , كوني سعادة تمسح الدمع الحزين , فرقي فيه نفسك لتجمعيه .
هناك يا روحي ستسعدين , و إذا لم تسعدي فيكفي أنك من أجله تعيشين , وإن رحلت فذكرا في قلبه ستبقين .
أما أنا فرواية بالية تنتهي , عرفت مكاني وتعودت على آلامي , لا تنظري إلي و لا تحزني علي , فاذهبي إليه واتركيني .
العرض الشجري