الأستاذ خالد بن عبدالله الزهيري عرفته في متوسطة الإمام الدارمي بالرياض , فقد كان مثال المعلم المخلص المتفاني في عمله , يأسرك بعذوبة حديثه و تواضعه الجم , و هو ممن يواصل أصحابه بالسؤال و الاطمئنان و الزيارة, فلله هو من رجل فذ قل مثيله في هذا العصر المادي , أحسبه و الله حسيبه من القلائل الذين ترى فيهم سمت الرجال و اتزانهم , و دليل هذا و برهانه و عند الشدائد تتضح الحقائق حينما أخبرني بوفاة ابنه عبر رسالة جوال , الحق أنني لم أستطع حينها أن أكلمه لحساسية الموقف و ثقله , و بعيد العصر هاتفته لأواسيه في ابنه عاصم و كنت أنتظر سماع البكاء و التفجع , و لكنه فاجأني برباطة جأشه و ثباته في الموقف الجلل , في تلك الليلة لم أتمالك نفسي إلا أن فاضت قريحتي بأبيات انطلقت من صديق محب لصديقه شعر بفداحة المصاب, و هي تحمل في ثناياها الوصية بالصبر و الدعاء, و هي قليل في حق أبي عاصم خالد بن عبدالله الزهيري:
[poem=font=",7,teal,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="inset,9,seagreen" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
اثبت يا خالد لا تجزع=لامر(ن) قضاه الرحماني
اصبر و ارضى تلقى خيره=من يصبر يلقى إحساني
محد(ن) خلّد في ذا الدنيا=حتى النبي العدناني
الموت حق(ن) و أنت تدري=و صبرك ثقل(ن) في الميزاني
عاصم ودّع بامر الوالي=ربك أحكم في ذا الشاني
عينك تذرف دمع(ن) ساخن=يوم إن عاصم في الأكفاني
هو فرطك يا خالد فاقبل=هو ذخرك عند المناني
أعجبني ردك يا خالد= و أنا أكلمك مسياني
تحمد ربك تشكر فضله=هذا دليل الإيماني
يا جعل ربي يجمعكم= في دار(ن) فيها رضواني
و يا جعل ربي يعوضكم=ينسيكم ضيق(ن) و احزاني
و اختم قولي بحمد المولى=رب(ن) حكيم(ن) حناني[/poem]