بقلم / أحمـد المهـوس
قيل لمومس : ما لذة تعديد الرجال عندك ؟ فكان أن قالت : التجديد مطلوب , والنفس مولعة بالجديد ! !
لا أشبه النادي إلا بالمرأة المومس التي تهوى التجديد , لكنه تجديد غير شرعي , والنادي أبدًا يميل إلى التجديد بلا شرعية , فكل ما يقام فيه لا يعدو أن يكون بهرجة وتزويقًا , ومحاضراته محفوفة بالعنوانات الرنانة التي تحدث دويًا , فإن فتشت عن شيء فلا تجد إلا هاتيك اللوحات التي لو تصدق بثمنها على فقراء الجمهور لكان أجدى ! !
أعتقد أن النوادي الأدبية تتبع النظام الملكي عندنا , فليس للجمهور رأي , حيث تفرض المحاضرات على الجمهور فرضًا , كما فرض الأستاذ الجامعي , وقد يتجشأ الطالب حمقًا حين ينعت محاضره بشيخه , على أنه لو صدق الواحد من النوادي ونفسه لاحترم جمهوره وجعله يختار محاضراته بنفسه , لكنه تهميش الجمهور والتقليل من شأنهم , وما أدري علامَ يتجشم النادي عناء الدعوة حين كان الجمهور في نظره حثالة لا يعبأ بها ؟ ! !
نادي القصيم الأدبي أصبح اليوم مسئولوه كما الموظف الذي يفتح باب رزق غير راتب الوظيفة , فهم جذلون بالمكافأة الشهرية , وهم يعلمون أن النادي لا يستقيم أمره إلا بمفرغين له , وما كنت لأعتب عليهم حين كانت الدولة هي المناطة بتفريغهم , ولكن عتبي على ادعائهم بتقديم الأفضل حين كانوا يعلمون أن النادي لا يصلحه إلا المسئول المتفرغ , فهو استغفال للجمهور , فترى الجمهور حانق عليهم , ليس لأنهم لا يملكون التفرغ , وإنما لادعائهم الممقوت !
حين انتقلت النوادي الأدبية من دور للعجزة فيما مضى إلى فئام شبابية وكهولية ؛ ظن غير واحد أن الحركة الثقافية ستزداد حراكًا , لكننا ابتلينا بكوادر شابة بثياب عجزة , فما عدا مما بدا ؟ ! !
والحق أنني ما كنت أحسب أن يكتفي النادي بقميص عثمان جهارًا نهارًا , وإنما شرع ادعاءه بشعرة معاوية , فكانت لعنة الجمهور تلاحق ما يطرحه حيثما رفع عقيرته مناديًا أن اغدوا إلى محاضرات مفروضة , فكأن الجمهور يقادون إلى القاعة بسلاسل ذرعها سبعون ذراعًا مضاعفة ! !