كثيرة هي الرسائل التي لا يحملها البريد..
ولكن لها صاحب بريد لا يرى .. ولا يمتطي جواداً .. أو يملك حماماً زاجلاً ليرسلها..
ذلكم هو القلب الذي يحس بلوعة المكلومين ..
الذين أرسلوا دموع حزن .. ودعاء ليل إلى موتاهم ..
فهذه رسالتي .. مرثيتي ..
وما هي إلا واحدة من تلك المراثي المدفونة في نفوس كثيراً من البشر .. آثرت كتابتها هاهنا ..
في لحظة سكون مع النفس .. كتمت فيها عبرتي ..
وفي دقائق سير مع الماضي .. أطلقت فيها دعوتي ..
وفي عمر حزن طويل المآسي .. جرت أدمعي على صفحة الكون ..
لتشعل نار حزن أخمدت في جسد أعجب كيف استطاع السير بين أمواج البشر ..!!
أختي .. عندما كنت لي شمعة الدنيا ..
علمتني كيف يكون للصبر معنى الصبر الحقيقي ..
وكيف نجعل من الوعود والأماني .. حقائق صادقة ..
وكيف يكون الإيمان بالله هو الوقود الذي يسيرنا ..
وكيف نبحر في كل لحظة في البحر التوبة .. فما أكثر زلاتناااا ...
فلقد ادخلتني جنة معجلة .. أعجز عن وصفها ..
ولآن يوم أن اصبحتي في دنياي رمزاَ ..
تعلمت كيف تخلد الأعمال ولو بليت الروح ..
وكيف تنطق القبور الصامتة .. والأجساد الهامدة ..
وكيف تنعي الأرض والسماء فقد الصالحين ..
وستظلين يامن قاسمتني الهم يوماً ( الأمل ) .. برغم اليأس الذي يملئ حنايا النفس ..
والقدوة وإن غيبك الموت .. وتباعدت بنا الأيام ..
ويشهد الله كم احبك فيه حباً تجاوز حبي لك كشقيقة ..
لأنك كنت الضياء الذي ينير لي طريق الوحشة ..
فكيف بي الآن وأنا لا أستطيع مجرد الشعور بأنك على وجه الأرض ..
اللهم ارحم منا حزننا .. وضياع ضحكاتنا ..
رب أرحم فرقة أذابت معها كل ألوان الفرح ..
رحمك الله رحمة واسعة .. وأسكنك فسيح جناته ..