[align=right][align=center]إليْهَا مَـع التّحِيّة..!
[/align]
[align=center]اسأليني يَا أخية ..
كيف باتَ البَوح مخنوقاً لأيام عصيّة..؟!
اسأليني يا شذيّة ..
كيف مرّ الوقت دونك يا وفية ..؟!
إلى أرضِ طيبة " المدينة المنورة "
أبعثُها حروفاً زكية..!
حيث أنتِ يابلسم الروح..!
بِنتـم وبنـا فمـا ابتلـت جوانحُنـا // شوقًـا إليكـم ولا جـفـت مآقيـنـا
نكـاد حيـن تُناجيـكـم ضمائـرُنـا // يَقضي علينا الأسـى لـولا تأسِّينـا
أنتِ – يانسيم الود- يامن خالجت حُروفكِ الأرواح , فجاءت رسائلكِ كالنّمير مع الرّواح , وكالنّدى على أورْاق
الورد في الصّباح , وربما خانني الحَرف وابتلت المشاعر , وكان البوح مبتورا من الآخر ..
هي هكذا الحروف حينما تُعلن عتابها واشتياقها فتومض السّطور وتتهادى النقاط راسمة على لائحة الكون ؛
كفاً ندية تصافح القلوب بكل نقاء ..
كيف لا يا قريبة ؟!..
وقد قالها الحبيب صلى الله عليه وسلم "الأرواح جُنود مجندة ، ماتشابه منْها ائتلف , وماتنَافر منها اختَلف.."
وهل هي.. إلا رابطَة الإيمَان , ودائرةُ الإسْلام , وتشَابه الأنفَاس , وتلاقِي الأرْواح
على مَائدة النّور ومشَكاة الرحمن ..؟!!
فلمْ يكنْ لصورنا تلاق , ولم يكن لأصْواتنا عناق , وإنّما هِي حُرُوف تعبّر الأثِير فتصل الآفاق ..
صدقيني - ياأمل الأمة - أنه.. سيأتي اليوم ونشدو سويا أغاريد اللقاء , ولن نكون أنا وأنت كبريق خيال ..
ولن تزال تلك النبضات والخفقات الحانية تسري في وصالي حتى يأذن الله .
أعلم – ياحبيبة - أن لحظات الفراق مريرة ولكن ماتقول أمة ضعيفة كان قدرها بأن تكون ذات يوم عنك بعيدة..
لاتسمحي لشظايا – الآه - أن تحرق ماتبقى من مساحات الحلم بيننا , واجعلي مركب الوفاء يسير باتجاه المرفأ
فهناك حيث الراحة والصفاء والوعد بالخير ..
ولإن كانت مشاعرك اكتنزت – الوفاء- لتسير السّفينة فأبشّرك أنها وصلتْ.. واحتلت منّي الحنايا ..
- ياربيعَ العمر - التي لم ترَها عَيني ,وتصَافحها يدِي غرسْتُ لكِ بحبي من كل بستانٍ وردة لاتذبلْ
على مرّ الزمان ..
- ياصديقة الخير- قرأتكِ من بين الحُرُوف .. فتمثل لي ذَلك الزائر لأخيهِ في قريةٍ أخرى ,
وقد أرصَد الله في مدرجتِه ملكاً فلما أتى عليه قال: أين تريد ؟ قال : أريد أخاً لي في هذه القَرية . قال : هل من نعمةٍ تربها..؟
قال: لا, غير أني أحبه في الله.قال : فإني رسول الله إليك , إن الله قد أحبك كما أحببته فيه.
لكم تهزّنا الأشواق إلى لقياكم , ويعبثُ بنا الحَنين حِين ذكْرَاكم , ويؤلمنَا البينْ عندما يأتينا على حين فقد ..!
ويـا نسيـمَ الصِّبـا بلـغ تحيتـنـا // من لو على البعد حيًّـا كـان يُحيينـا
فهلْ منْ وصَالٍ قريب يسْعِف الخَاطر, ويروي الفَؤاد ؟!
اعذري حَرفي حينما يصلكِ ؛ فإني رسمتكِ في فُؤادي كوجهٍ من الحَياء عليه سكينة ..وخللتُ محبتك مابينَ أضلعي
وإني لمقصّرة مهما يكون.. يارَواء الخير ..
فاللهم أسألك حُبك وحبّ من يحبك , وحُب العَمل الذي يقرّبني إلى حبك..
وحتى يكون اللقاء بإذن الله ..
.
.[/align]
بقلم / بنت الرّافعي[/align]