[align=center]

جالساً في ظلال شجرة .. طويلة وذات اغصان كثيرة ..
في كل يوم تسقط منها ورقة .. تلهو في الهواء .. حتى تسقط على الأرض ..
لعلها يوماً ما تساعد البذرة !
كان ظلالها واسع .. اعتاد ذلك المكان
.. أطرق مهموماً .. بعد أن اكتست عيناه اليأس
.. كان الهم صاحبه الذي لم يعرف غيره
.. أطرق كعادته وقد اسند رأسه على ساعديه ..
كانت دموعه تجري بلا توقف .. كانت الدنيا قاسية عليه بكل تفاصيلها ..
كانت شجرته المحبوبة تبعد 10 أميال عن كوخه ..
كان يقطعها بدون شعور أو روح ..
يمشي كل تلكم المسافة بقدميه العاريتين .. وجسده الهزيل ..!
ما إن يلمحها .. تحت أشعة الشمس اللاهبة .. حتى يهب مسرعاً نحوها ..
يجعل بصره شاخصاً للأمام ..
ينتظر أن تترائا له في أي لحظة ..
فجأة .. ارتطم بشجيرة .. فتدحرج عدة مرات ..
وقف والدماء تغطي ملابسه الرثة ..
يبلل شفتيه .. بريقه الناشف ..!
ويمسح عن وجهه آثار الغبار .. وراح يكمل مسيره ..
كانت الدماء تخط طريقه .. فكأنما هي الأوراق بللتها المحابر !
على بعد أمتار عدة .. سقط من شدة التعب والإعياء .. وهو يرفع وجهه ليرى حبيبته ..
وليكمل يومه كما اعتاده ..
يستظل بظلها .. ويسقيها بدموعه ..
ويسكب عندها همومه وأحزانه وأحاسيسه !
زحف .. لاهثاً .. وهو يستغل كل ذرة قوة بقيت لديه ..
اقترب شيئاً فشيئاً ..وهو يزحف بإصرار مد يده ..
ليلامس حبيبته ..
كان باقي القليل ..
حاول ..
حاول وآخيراً امسكها ..
وفوراً أفلتها ..
ليسقط ..
وقد فاضت روحه ..
عندها.. .. !
بقلمي
رابط الموضوع الأصلي في مدونتي /
http://www.3sam.cc/blog/?p=10[/align]