[align=center]
ماذا لو انصت معي لما ينهار بيننا على حافة الكلمات
ورحت تلتقط ما يكسر من صمت الحروف
ويجلو النقط الطائرة في فضاء عتمة توحدنا
أصمت قليلا ....
وأنتبه لما يقال حولنا
بالله عليك التقط فتات الحكايات المتناثرة بين أعيننا
ثمة لغة لا تتعثر بالكلمات هنا وهنالك
تناسى انك استاذي ...
وفي غرفة الدرس سأجلس اليوم مكانك
وستنسى ان لي كرسي صغير في اخر قاعة دروسك
وسننسى كيف أخطأ في كتابة الهمزات
وأحرف الهجاء الملونةكما هي بحرقة حنجرتك
تناسى انك علمتني يوما مهر الأبجدية
بعد ان ظل قلم الرصاص يرتعش منقاره فوق بياض اوراقي
وأن رائحة الأحبار تبدلت بالعطور
إذ أضمخها بما ارسل إليك
تسلل من مكابرتك هذا المساء
وقف على شرفة روحي بصمت
ناظراً لسماوات صارت تحت اقدامنا
وأرض تشج وديانها أحتفاء بألتقائنا على موائد الموعدّ....
أنصت معي
أنصت
لا يمكنني الحديث معك اليوم كما تشتهي ...
فالصمت يكبر بيننا دون ان تلمحه ليقول الأفضل ....
فهلا سمعت ...!!!!
أرأيت كيف صارت الكلمات ماء يعبر في وادي الصمت الغائر
ليصب في قاع القلب
دع عيني الآن تتملى بك
وأنت تجمع وله الصمت كلمات ليست كالكلمات
وتفرقه فوق اسطر الهواء ...قصائد عشق مستحيلة
أتركني هكذا اجمع بلا هوادة
أنفاس الكلمات التي تتنهد حتى الغيبوبة
ولتكن ابجديتي معك ثمانية وعشرون صمت
ولتكن النصوص ماتنصبه شرائك القلب بيننا ...
أستاذي ها هو الدرس الأول ...والدرس الأخير ...
فأنا ليس مقعدي قبلك ...ولا اجلس على كرسي يعلو بي فوقك
سأعود لأخر الفصل وسأجلس مع بقية طلابك
وأعدك ان لا أحدث شغباً
سأكتفي بأن ما بيننا من لغة
تخصنا وحدنا
وأن فهارسها على ناصية روحينا فقط .....
هكذا أتعلمك كلك ويبقى لهم ثمانية وعشرون حرفاً .
[/align]