يملك المنتخب الإيطالي سجلا زاخرا في منافسات كأس العالم حيث يشارك للمرة الخامسة عشرة وسبق له التتويج عام 1934 على أرضه ثم عام 1938 في فرنسا وكانت المرة الأخيرة في أسبانيا عام 1982، كما لعب مباراتين نهائيتين عام 1970 في المكسيك أمام البرازيل (4-1)، وعام 1994 في الولايات المتحدة أمام البرازيل ايضا (صفر-صفر) وفاز المنتخب الذهبي والأخضر بركلات الترجيح (3-2).
ولم تغب ايطاليا عن النهائيات منذ 1934 تاريخ مشاركتها الأولى ، ومنذ ذلك الوقت بقي المنتخب "الأزرق" منتظما في مشاركاته ، لذلك فانه يملك الأسلحة اللازمة في مثل هذه المنافسات.
أما تصفيات مونديال كوريا الجنوبية واليابان 2002، التي لعبها زملاء اليساندرو دل بييرو ضمن المجموعة الثامنة فلم يجدوا فيها صعوبة تذكر برغم انتظارهم حتى أخر جولة لحسم أمر تأشيرة التأهل.
وكان المنافس الأصعب لرجال جوفاني تراباتوني في هذه المجموعة هو المنتخب الروماني غير أنهم تخطوه بتألق بفوزهم عليه ذهابا وإيابا (3-صفر) في ميلانو و(2-صفر) في بوخارست ، واطمأنوا بذلك على مستقبل مسيرتهم في هذه التصفيات.
ويتميز الإيطاليون بصلابة دفاعهم بقيادة النجم باولو مالديني ، وباندفاعهم الكبير وحبهم للمنافسة القوية ، وهو ما كان يفتقده المنتخب بقيادة المدرب دينو زوف.
ويطمح المنتخب إلى الوصول إلى الدور نصف النهائي على الأقل في المونديال المقبل وهو الهدف الذي وضعه المدرب نصب عينيه ولا يتردد في الإعلان عنه ، بعد التعثر في بطولة الأمم الأوروبية في المباراة النهائية أمام فرنسا بالهدف الذهبي (1-2).
وطموح زملاء مالديني ومدربهم مشروع بالنظر إلى التشكيلة التي تزخر بأسماء لامعة أمثال اليساندرو دل بييرو ومالديني وكريستيان فييري وفرانشيسكو توتي وفيليبو انزاجي ودلفيكيو قادرين على تحقيق الحلم وقيادته إلى ادوار متقدمة في النهائيات ، بفضل مهاراتهم التقنية أولا ونضوجهم التكتيكي ثانيا وكذلك بفضل الخبرة التي اكتسبوها بالإضافة طبعا إلى تعودهم على قوة المنافسة في الدوري الإيطالي الذي يعتبر الأقوى في العالم.
وبفضل وجود الثنائي فييري العائد إلى أوج عطائه بعد الإصابة ودل بييرو الذي استعاد تألقه بعد فترة عطاء باهتة ، فان تراباتوني مطمئن على خط هجومه الذي يسانده من الخلف المتألق توتي الذي يقوم بنفس دور زيدان ضمن المنتخب الفرنسي.
كما يملك المدرب بدلاء من الطراز الرفيع في هذا الخط بوجود فيتشنزو مونتيلا وماركو دلفيكيو وكذلك الثنائي دي فايو والشاب كاسانو ولم لا المخضرم روبرتو باجيو الذي يأمل المدرب في إشراكه في رابع مونديال له.
باولو مالديني قائد الدفاع
ويلعب المنتخب الإيطالي بدفاع يتكون من ثلاثة لاعبين هم عادة كانافارو ونستا ومالديني ومن ورائهم الحارس جانلويجي بوفون او فرانشيسكو تولدو ، وباستثناء الثنائي ماتيرازي وبيرتوتو فانه لا يوجد بديل لثلاثي الدفاع وهي مشكلة المدرب الكبيرة.
أما خط وسط الميدان فانه يفتقد إلى صانع ألعاب حقيقي باستثناء توتي خصوصا بان ديميتريو البرتيني عاد لتوه من الإصابة وليس في كامل لياقته البدنية ، أما الآخرون وأبرزهم توماسي ودي بياجيو وامبروزيني فيجيدون تنفيذ الشق الدفاعي فقط ولا يسجلون أهدافا ، وربما يضحي تراباتوني بأحد هؤلاء ويعهد إلى احد اثنين هما جوفاني ليفيراني او ستيفانو فيوري ليقوم بمهمة تنظيم اللعب في وسط الميدان.
الإيطاليون يعشقون كرة القدم حد الجنون ، وهم الذين عاشوا على أفراح التتويجات الثلاثة باللقب العالمي أعوام 1934 ، 1938 و1982، ويحلمون برؤية منتخب بلادهم يتربع من جديد على عرش الكرة العالمية في المونديال الآسيوي ، وبالتالي تحقيق الرباعية واللحاق بالبرازيل حاملة الرقم القياسي.
ولازم سوء الحظ منتخب ايطاليا طيلة مشاركاته الثلاث الأخيرة ، وأدارت ركلات الترجيح ظهرها له في كل مرة ، ففي عام 1990 سقاه المنتخب الأرجنتيني من الكأس المرة على أرضه وأمام جمهوره بفوزه عليه بركلات الترجيح في نصف النهائي ، وبعد أربع سنوات انتقل الإيطاليون إلى بلاد العم سام وكلهم طموح في تحقيق الكأس الرابعة ، لكن ركلات الترجيح كانت أيضا سبب في رؤية الكأس تذهب إلى المنتخب البرازيلي بعد انتهاء المباراة النهائية بالتعادل السلبي .
وظن الإيطاليون أن ركلات الترجيح ستبتسم لهم مرة على الأقل، غير أنها عاكستهم مجددا في نهائيات فرنسا 98 عندما ابتسمت لأصحاب الأرض في الدور ربع النهائي ، وذهب منتخب ايطاليا إلى هولندا وبلجيكا ليواسي نفسه من كل هذه الانتكاسات فمني بانتكاسة جديدة على يد فرنسا بالذات لكن هذه المرة بالهدف الذهبي ، وكم كانت الخسارة قاسية على زملاء دل بييرو الذين كانوا قاب قوسين أو أدنى من منصة التتويج.
وتقدم الإيطاليون في المباراة النهائية بهدف حافظوا عليه حتى أخر دقيقة ، غير أن سيلفان ويلتورد اجل الفرحة الإيطالية باللقب الأوروبي ، قبل أن يقتلها دافيد تريزيجيه في الوقت الإضافي بتسجيله للهدف الذهبي ليبدد حلم الإيطاليين.
خروج ايطاليا مكسورة من النهائيات الأوروبية دفع ثمنه المدرب دينو زوف الذي استقال من منصبه ، وترك مكانه لجوفاني تراباتوني المعروف في الأوساط الكروية الإيطالية بالرجل الذي يعشق الانتصارات ويملك روح الفوز بالفطرة.
ورغم انتظارهم حتى أخر مباراة في التصفيات الأوروبية المؤهلة للنهائيات ، الا ان الايطاليين لم يحسوا في اي لحظة في مشوارهم بالخطر، واكملوا مسيرتهم بنجاح حيث تصدروا مجموعتهم ولم يتذوقوا طعم الخسارة خلال كل المباريات التي خاضوها، وحققوا ستة انتصارات وتعادلين، وتقدموا على منتخب رومانيا اقرب المطاردين بفارق اربع نقاط كاملة.
واثبت رجال تراباتوني مجددا ان الكرة الايطالية سيدة في منطقتها ، وكان دفاعهم في الموعد كما جرت العادة حيث لم يتلق سوى ثلاث اهداف ، الا انهم اثبتوا قدرات هجومية كبيرة ردت على كل المشككين في قدرات الخط الامامي الذي تمكن من تسجيل 16 هدفا في التصفيات ، وهي حصيلة مشجعة جدا.
وكسر تراباتوني الاسلوب الذي كان يعتمده زوف قبله ، والذي يعتمد اساسا على الحذر وعدم ترك الحرية للاعبين للاندفاع نحو الهجوم ، وغير الطريقة التي صارت تعتمد اكثر على الخط الامامي لضمان النتائج ، واكد "تراب" مقولة "أحسن وسيلة للدفاع هي الهجوم" ، ولا يخفي تراباتوني طموحه في بلوغ الدور نصف النهائي على اقل تقدير ، ويضع نصب عينيه التاج العالمي طبعا.
ديل بييرو هداف ايطاليا
ولا يفهم الايطاليون ان منتخبا يضم نجوما عالميين كباولو مالديني وفرانشيسكو توتي واليساندرو دل بييرو وكريستيان فييري وغيرهم لا يمكنه قيادة مشوار مثالي وتحقيق الالقاب التي يحنون أليها.