العودة   منتدى بريدة > المنتديات الأدبية > واحة الحرف

الملاحظات

واحة الحرف إبداعاتكم من نزف أقلامكم

موضوع مغلق
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 23-05-02, 03:50 am   رقم المشاركة : 1
سفيرالمحبه
عضو مميز





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : سفيرالمحبه غير متواجد حالياً
Thumbs up الدكتور العشماوي في رائعته جـــــنين


جـنــــيـن





خبِّريْنا يا قلوبَ الوالهينْ
عن جراحٍ ودموعٍ وأنين
خبِّريْنا عن جريحٍ لم يزلْ
يلفظ الأنفاسَ بين الراحلينْ
وعن الأجساد لما أصبحت
قِطَعاً تُغْمَس في ماءٍ وطينْ
وعن الرُّعب الذي نُبصرُهُ
كلَّ يومٍ في وجوه النازحينْ
عن صغارٍ أصبحوا في فَزَعٍ
تحت زخَّاتِ رصاص الغاصبينْ
وعن الأنقاضِ ماذا تحتَها
من ضحايا قُتِلُوا مُسْتَبسلينْ
وقفوا وِقْفةَ حُرّ صامدٍ
يتلقَّون رصاصَ المعتدينْ
سألوا عنّا فلَّما علموا
أننا نحيا حياة الغافِلينْ
قدَّموا أنفسهم في جولةٍ
صمدوا فيها صمودَ الفاتحينْ
ربحوا فيها حياةً حُرَّةً
عند من يرفعُ قدرَ الصادقينْ
خبِّريْنا عن بقايا دُورِهِم
ما الذي تُخفيه في أرض جِنينْ
خبِّريْنا يا قلوبَ الوالهينْ
عن بطولاتِ رشيدٍ وأَمينْ
خبِّريْنا عن فتاةٍ فَجَّرتْ
نفسَها. هزَّتْ قلوبَ الواهمينْ
هي في عمر الصَّبايا خَرجتْ
حرَّةً من نظرات الحالمينْ
غرَّدتْ للموت لمَّا أبصرتْ
قومَها بين قتيلٍ وسَجينْ
ورأتْ جُرحَ أخيها نازفاً
غسلتْهُ الأُمُّ بالدمعِ السَّخينْ
أَنِفَتْ أنْ تُسْنِدَ الأمرَ إلى
وَعْد شُذَّاذِ اليهودِ الخائنينْ
أو إلى تدبيرِ غَرْبٍ لم يزلْ
يجد العُذْرَ لشارونَ اللَّعينْ
يَدُها الناعمةُ امتدَّتْ إلى
جَذْوةٍ تَشوي وجوهَ الحاقدينْ
قدَّمتْ زَهْوَ صِبَاها ثمناً
غالياً في نُصْرَةِ المستضعفينْ
ما دَهاها؟، اسألوا عن حالِها
حزنها القاسي على الشعب الرَّهينْ
من رأى الأشلاءَ مِنْ أَحبابِهِ
أصبح الموتُ له خيرَ قرينْ
رُبَّ ظُلْمٍ حوَّلَ الظَّبْيَ إلى
أسدٍ مُفترسٍ للظالمينْ
خبِّريْنا يا قلوبَ الوالهينْ
عن بطولاتِ الأُباةِ الصَّامدينْ
عن سؤالٍ حائرٍ، يُشعِلُهُ
أَلَمٌ قاسٍ، ووجدٌ، وحَنينْ
أين ليلى؟ ما بها لم تَلْتَفِتْ
لصغيرٍ عمرُه بضْعُ سنينْ؟
ما لها قد أعرضتْ عن طفلها
وهو يُلقي صَرْخة الباكي الحزينْ؟
أين ليلى؟، جُثَّةٌ هامدةٌ
بين آلافِ الضَّحايا البائسينْ
أقسم الفجرُ الذي أَبصرها
دون رِجْلٍ وذراعٍ وجبينْ:
أنَّها كانتْ مثالاًً صادقاً
لهدوء الطبع والعقل الرَّزينْ
قتلوها، هَدَموا منزلَها
والدُّجَى يخفي وجوه الغادرينْ
سرقوا العِقْدَ الذي قدَّمَهُ
زوجُها رَمْزَ وفاءِ العاشقينْ
آهِ منّا يا قلوبَ الوالهينْ
آهِ منا كيف صرْنا حائرينْ
آهِ من ضعفٍ، أرى أُمَّتَنا
رضيتْ في ظلِّه أََنْ تَستكينْ
يا قلوبَ الوالهينَ الصامِدِينْ
لا تَتِيهي بينَ غَثّ ٍوسمينْ
ذكّري الليلَ بما تبصرهُ
مُقْلَةُ المؤمِن من فجر اليقينْ
حدِّثي الدنيا حديثاً صادقاً
يسْتِقي من مَنْبعِ الوحي المبينْ:
لَمْ يَمُتْ مَنْ ماتَ يحمي دينَه
هو حيٌّ عند ربِّ العالمين



شعر : د.عبدالرحمن صالح العشماوي
5/3/1423هـ


تحياتي







موضوع مغلق
مواقع النشر
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع
:: برعاية حياة هوست ::
sitemap
الساعة الآن 05:09 am.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة

المشاركات المنشورة لاتمثل رأي إدارة المنتدى ولايتحمل المنتدى أي مسؤلية حيالها

 

كلمات البحث : منتدى بريدة | بريده | بريدة | موقع بريدة