يقول
في ليلة جميله هادئه خرجت احث الخطى نحو صديق لي عزيز سمعت انه مريض وأنه مقعد في بيته,كانت الساعه آنذاك الحادية عشر مساء" ,البدر مكتمل يبعث أشعته الفضيه على أرجاء المنطقه التي أخذت تغط في سبات عميق توقفت حركة المواصلات الصاخبه وأطفأت الكثير من السرج ولم يبق سوى بقالة العم محمود وهي في آخر الشارع المؤدي الى منزل صديقي المريض.
عندما أقتربت من البقاله فوجئت بشبح صغير يقف أمامي وهو يصرخ ويزمجر.
راعني شكله ومظهره,ملابسه تبدو قديمه وممزقه,شعر رأسه طويل وأشعث.
يبدو كالشيب من أثر الغبار حافي القدمين ليس غريبا عن هذا الحي ولكني انا الغريب.
أستوقفني قائلا وبكل جرأه وشجاعه :
((من انت ياطويل؟!))
طبعا انا طويل في الحقيقه,توقفت لكي اجيبه على سؤاله فاءذا به ينهال علي بأسئله كثيره:
الى اين تذهب ؟ومن اين اتيت؟وهل معك نقود ام لا؟
انعقدت الاجابه على لساني ولم استطع ان اجيبه ولو على سؤال واحد ولكني قلت له:
وانت من تكون؟
فقال وبسرعه عجيبه الا تعرفني؟انا البطل وليد.
قلت ماشاء الله ولكن اين ابوك ياوليد؟
قال:لست ادري امي تقول انه ليس لي اب.
قلت له:
واين منزلك؟
قال:
هناك خلف بقالة العم محمود.
فقلت له:
مارأيك ان تذهب معي الى البقاله سأعطيك حلوى لذيذه ثم تذهب الى امك.
قال وبسرعه عجيبه :
موافق فأنا جائع.
في طريقنا الى البقاله سألته:
هل لديك اخوه ياوليد؟
اجابني :
لا اخوة لي ,ليس في بيتنا الا انا وامي ورجل كبير لست أعرفه يأتي كثيرا الى بيتنا أمي تقول انه ليس ابي وانا اكرهه كثيرا فهو لايحضر لي الحلوى أو اية لعبه ...انني اكرهه..
واستمر وليد يحكي قصته ولم اقاطعه بل تركته يستمر حتى وصلنا البقاله وماان
دخلت حتى صرخ به العم محمود وهم باخراجه مبينا انه طفل مشاكس.
فتدخلت بينهما وقلت للعم محمود دعه يأخذ حلوى وسوف يخرج حالا.
فقال العم محمود:
أنه يأتي هنا كثيرا ويأخذ اشياء بدون ثمن ويدخل كالبرق ويخطف مايريد ثم يخرج كما دخل.
عندها اخذ وليد الحلوى وقلت له :
الآن تذهب الى امك مباشره..
قال:
حسنا حسنا ياعم,ثم انطلق مسرعا الى الخارج..
سألت العم محمود عن قصة هذا الطفل الشقي,فقال:
انه ابن لأمرأه مطلقه تزوجت من رجل آخر وأهملت هذا الولد فهو يخرج في الصباح الباكر ولايعود الا بعد منتصف الليل..يعرفه كل سكان الحي يسب هذا ويشتم هذا ...
ويطلب من كل من يقابله فيعطيه هذا ويمنعه ذاك يتعرض للضرب من الصغير والكبير.
قلت :
امه الاتسأل عنه؟ الاتمنعه من الخروج ؟؟
فقال العم محمود:
الام تقول انه ليس ابنها والاب يقول انه غير مسؤول عنه ,ولكن لان امه اكملت رضاعته بقي عندها ولم يفارقها وأعتقد أنه لم ير وجه ابيه مطلقا.
قلت انا لله وانا اليه لراجعون,ثم خرجت لأتم مشواري نحو منزل صديقي وسلمت عليه,ثم خرجت عائدا الى منزلي عندها كان العم محمود قد اغلق دكانه ,فأصبح الشارع مظلما لاينيره سوى ضوء القمر.
وفجأه وبينما انا تائه بين افكاري حول ذلك المتشرد المسكين ...
اذا بذلك الشبح الصغير يقف أمامي مره اخرى وبيده سيجاره متوهجه!!!