سرت خطوات تجاة نافذة الخيال.. أزحت الستار عنها .. وقفت أرقب زخات المطر وهي تتساقط في عنف وغزارة .. ووميض البرق وهزيم الرعد يبعثان الرعب والذعر في نفسي ....
لمحتها من بعيد وهي جالسة ... منطوية على نفسها في هذا الجو القارس ...خرجت إليها ..أخذت بيدها ..أدخلتها المنزل ..امرأة قد بلل ملابسها الوحل ...قسمات وجهها توحي بألم دفين ..أوقدت المدفأة وأجلستها قريب منها ..كانت نظراتها الشاردة تطاردني وأنا أعد لها كوباً من الشاي..قدمته إليها وسألتها : ما خطبك ؟!!
أسبلت عينيها كأنما تود لو أستطاعت إغتيال ما بها من حزن متواصل....هيمنت على خاطري أجواء صامته من الشجن والشرود ...أحسست بأني أسبح في عالم عينيها الحزين ..أقرأ في وجهها رجاء منهزماً...أملاً يائساً ....طموحاً مخمداً ..والكثير الكثير ..
همست وقالت :
ماذا عســـــاني ان أقــــــــــــول ....أأشتكــــــــــتي!
و ِمن َمن !! ِمــــن أنـــــــــاس بلا عقـــــــــــول ....صدقيني ياابنتي
هنـــاك، هناك قد عشنا ، في تلك السهول.... في نعيم نهتنـــــــــــــي
هجمـوا علينـا واستحلوا الاراضي والحقــــــول .... وهجومهم لم ينتهي !!!
بل ألحقوة بإعتداء متواصل كالسيـــــــــول .... وقضـــوا على أحبــــتي !!
هم كالوحوش ، ينهبون في العلو وفي النزول .... واطماعهم لا تنقضــــي !!
ماذا اقول يابنتي ..ماذا تريـــــدي أن أقــول .... ومـــــــاذا يكمن في يــــــــدي!
أين العــــــرب ،أين الرجال ، أين أتبـــــــاع الرسول .... أين نهج محمـــــــــدِ!!
أين الجهاد ،أين الدفــــــاع ،أما هنالك من حلـــــــول ....جاوبيني يابنتـــــي !!!
وهل لنـــــــــــــــا غير ســــــــؤال الرب !!
إلهــــــــــــــي أسالك النصــــــــــــــر الذي لا يحـــــــــــــــول .... ولا يفارق أمتــــــــــــــــــي..
" بدأ صوت هذة المرأة بالزوال شيئاً فشيئاً حتى أنقطع نهائياً...
حينها أدرت رأسي يمنة ويسرة لعليّ أجدها ...لكني لم أجدها !!!
صحوت على تلك الأشعة الذهبية المنبعثة في غرفتي باعثة في نفسي أملاً بنصـــــــــــر المسلمين في كل مكــــــــــــان...
آآآمين يلرب العالمين ...........
امرأة قد بلل ملابسها الوحل ...أخذت بيدها ...وأدخلتها المنزل ....
العرض العادي
