هناك وفي ذلك المكان ؛ وقفا ... هي وهو .... ينظران لبعضهمـــا
كان ينظــــر لعينيها ... لعله يكتشف ســــر تسميتها بالأنثــــي
وبدورها أخذت تنظر اليه اعجابا بهذا الشموخ والكبرياء واعتزازه بنفسه كونه رجل !!!
قال لهــا : سيدتي خذي كل شيْ .... فقط دعي لي شيء واحــــــــد !!
قاطعته : ما هو هذا الشيء ســـــــيدي ؟
اريد ان اكون رجلا ولو أمام نفسي ..... جوابا منه فيه من الألم الكثير عبرت عنه نبرات صوته !!!
تبسمت له وبصوت رقيق قالت : لا اضمن لك هـــــذا !
عندها تبدلت نظراته الهادئة الى ذهول واستغراب وبادرها قائلا : لماذا ..... وكيف ؟
اطرقت براسها لحظات قليلة .... ثم نظرت اليه وقالت :
كيف انظر اليك واعتبرك رجلا ......... وانت ارتضيت لي أن اخرج بصحبتك للاماكن العامة لا يستر وجهي غير لثام او نقاب بهما ملامح وجهــــــي ظاهرة لكل عين طامعة !!
كيف اضمن لك رجولتك بمشاعري واحاسيسي وانت قتلت انوثتي عندما اهديتني العبايات التى تظهر مفاتن جسدي !!!
لماذا اضمن لك رجولتك وانت لم تضمنها لنفسك قبلي .....اهديتك جمالا خالي من الالوان والاصباغ فرفضت ماكان مني طبيعي ... واستبدلته بالاحمر والاخضر وغيرهما من الالوان لتجعل من براءة وجهي أشبه بلوحة فنية ..... فكنت مسخ مرعب .... أنت برجولتك شكلت معالمه ودفنت جماله !
ســــــيدي ..... لا تظن ان الرجولة شموخ وكبرياء لا تحسب رجولتك ........ بقواك الجسمانيــــــــة
أو بما وهبك الله عز وجل من قـــــوامه
قاطعها عن مواصلة كلامها وقال : وما هو المطلوب ؟؟
بسؤاله .... ولسبب تجهله .... نزلت دمعة من عينيها بلا شعور ..... وسرعان ما رفعت راسها لتخفي مصيبتها به وقالت :
أن تكفل لي ........ ان اكون أنثـــــــــي أمام نفسي والاخرين ....... اضمن لك رجولتك المفقودة امام نفسك وامامي !!!
عندها ....... انفجر صارخا كالبركان الخامد ..... بصوتا اقرب الى زمجرت العاصفة وهدير البحر ....... كيف اكون رجلا من جديد ؟؟ ورجلا شرقي .... نهجة تعاليم الاسلام والموروث من تقاليد العروبة وعاداتهم ..........
كيف ....... وانا ارتضيت لامي .. واختي ... وزوجتي ....... غزو الغرب وانحلالهم بالسماح لهن بالتشبه بهـــم !!!
المســـــــــــــــــــنتر 2002