[font=][font=][font=][align=justify]
يتوارى جسم نحيل خلف شجرة من أشجار الصنوبر في غابة ملقاة على ممر جاف من ممرات نهر السين أقبلت على الشجرة لأمكن نظري من ذلك الجسم لا لشيء يخدش الحياء والعفة بل لأطبق مثلا سئمت أذني سماعة ولم تنعم به "ماء وخضرة ووجه حسن " فلقد تمكنت من الماء والخضرة وبقي وجهها , واصلت سيري نحو الشجرة أرجو ما خلفها إذ بها تتهادى في مشيتها كأنها تمشي على كفوف البشر في رقتها نحو النهر وانا امشي خلفها كأني امشي على ارض الهدنة في خط النار لهضبة الجولان من حذري حتى وصلت لضفته فأنزلت شُرُعها وجلست وجلستُ انا من خلفها ارقبها فأنا لأريد إلا أن انظر إلى الوجه علني انتشي سحر مثلنا وما إن أرخت جسدها على بطحاء ضفة النهر حتى طفقت تنزع جواربها وهي تلتفت يمنه ويسرى كا ظبي شم رائحة أنياب ملك غابته وما إن انتزعتها حتى أنزلت تلك الأغصان في النهر لتذيب ما اعتراهما من الجهد والتعب اقتربت أنا أكثر حتى صرتُ موازيا لها ناظراً لما سيرني سحر جسمه وإذا بوجه ٍ كالبدر هائجاً في ليلةٍ صيفيةٍ في صحرائنا اهـ مالذي ذكرني بالصحراء فأنا ابحث عن الخضرة , نظرتْ إلي مبتسمة ورطنت بكلام لم يتم نقشه من ضمن نقوش لغتي في عقلي فأجبتها برد الابتسامة بلا كلام وبدأت انظر للخضرة والماء ووجها الذي أصابني من أول نظره لا لفتنته الطاغية بل للخال القابعة على خدها آه لقد نسيت تطبيق المثل واستطردت بالخد والخال طال نظري لها فتنبهت لي معاودة الابتسامة بلا كلام فوثبت قائماً متقدماً بوردة قائلاً لها إن في بلادي يستخدمون المثل "ماء وخضرة ووجه حسن" مجازياً ولقد نشوةْ سحره هذه اللحظة فصدق من قاله , وإذ بها ترطن بلغتي قائله : بلادك هي بلادي ... [/align][/font][/font][/font]