الذي يعرف الشيخ سلمان العودة حفظه الله قبل سنوات ، يعرف فيه رجلا
جادا ، صادقا ، غيورا ، لا يلين ، ولا يكل ، ولا يمل . ولا أنسى ولن أنسى ،
مواقفه تلك التي رأيت بعضها ، وسمعت بالأخرى ، وكان ربما زاد حماسه
في تلك السنوات الماضيات ، حتى لربما أفرط به الحماس ، فجعل - أحيانا - من
الحبة قبة !
أما الآن فمع كثرة المكايد والمؤامرات ، وكيد العلمانيين المتواصل ، وسعيهم
لإفساد هذه البلاد ، وما صدر مؤخرا ، من دمج المعارف بالرئاسة ، ثم إعلان
وزير المعارف بخلط طلاب الصفوف الثلاثة الأولى الابتدائية الفصل الدراسي القادم
وغير ذلك ، ومع تحرك الجماد لهذه المصيبة العظيمة ، بل ومع تحرك علمائنا
الكبار أمثال الشيخ صالح اللحيدان ، والشيخ صالح الفوزان ، وكثير غيرهم ،
وشدة غضبهم لما حدث ، وسعيهم لدرء الفتنة ، إلا أنا لا نسمع
للشيخ سلمان صوتا ، ولا حتى همسا ولو حرفا واحدا ، مع هذه الطامة الكبرى ،
فلماذا أين ذهبت غيرته ؟! وأين ذهب حماسه ؟! أم أصبح مداهنا ؟! أم السجن
قد أخرج لنا سلمان آخر ربما مستنسخ من سلمان البطل القديم ، الذي أحببناه
كثيرا ، وتعلقت قلوب الشباب به ، بل الناس جميعا في الداخل والخارج
ولو حدث هذا الأمر في عهد سلمان الأول ، لقامت الدنيا ولم تقعد - وهذا هو
الواجب - فلماذا ياشيخ التغير ؟! ألا تعلم بحاجة أمتك لك ، خصوصا في هذه
الأوقات الحرجة ؟! أتظن الأمة تريد مواقفك إذا كانت الدنيا مفروشة بالزهور ؟!!
اللهم انصر دينك ، وأعلي كلمتك وأظهر عبادك على أعدائك وأعدائهم ، اللهم
عليك بالعلمانيين والحداثيين والمنافقين والمرجفين والجاميين ، وكل من رضي
بما يفعله شياطين الإنس وما يمكرونه بنساء المؤمنين ، اللهم عليك بهم جميعا
فإنهم لا يعجزونك ، اللهم اكشف سترهم ، وأظهر عوارهم ، وأهلكهم وأعوانهم
، ومن لبس على الناس بالتهوين من خطرهم وضررهم ، اللهم ول على المسلمين
خيارهم ولا تول عليهم شرارهم يا أرحم الراحمين ، اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد
، يعز فيه أهل طاعتك ، ويذل فيه أهل معصيتك ، حسبنا الله ونعم الوكيل ، وإنا لله وإنا إليه راجعون ,,,