[align=center]رسالة إلى إرهابي
كنا كأي عائلة وكنت كأي طفل سعيد.. يعيش في كنف والديه ضحكاته تملأ المنزل
مرة يركض هنـــا.. ومرة يقع هنـــــاك..وأخرى يختبــــئ خلف الأبواب..وصـــوت
ضحــكات أبي تهفو إلى مسامعي وهو يناديني ..متظاهراً بأنه لايراني..
ثم يختبئ هولأبدأ مسيرة البحث المضنية ...التي غالبا ماتنتهي بالبكاء من جانبي ..
معلناً استسلامي وخضوعي...ليخرج وقد رفع يديه معلناً الإنتصار علي ..
كل هذا وهو مشغول نعم!!! مشغول بعمله .
فهو رجل أمن نذر نفسه وروحه فداء لهذا الوطن ..
فلم أعد أراه إلا نادراً.. ولم أعد ألعب معه إلا سويعات كانت أسعد ساعات حياتي،
فكل شي يهون في سبيل الوطن كما قال لي ( بـــابـــا).
ومع أول خطواتي .. وأول ضحكاتي.. وأول كلماتي كنت أول كلمة نطق بها
لساني (ا ر هـ ا ب ي ) نعم!! كلمة اسمعها وأرددها ولا أعرف معناها !!!
كل ماأعرفه يامن تسمى إرهابي! إنك حرمتني من أعظم شخص في العالم إنه:
((بـــــــــــــــــــــــــــــــــــــابــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــا))
في ذلك اليوم شاهدته مهموماً حزيناً كان يقبلني.. ثم يعود ويقبلني!..والدموع
تنهمر من عينيه !! لم يستوعب عقلي الصغير مايحدث!!!
كل ماأعرفه أنها كانت آخر قبله يطبعها أبي على خدي!!
نعم كانت هذه المرة الأخيرة التي شاهدت فيها والدي!!! لا أعرف أين ذهب؟!
ولماذا لم يعد؟!!!
كل ماأعرفه انك السبب في حرماني من الصدر الحنون الذي كان يضمني ..
واليد الحانية التي كانت ترعاني..
من سيهتم بي ؟؟ من سيسأل عني؟؟ من سيحملني على كتفه إذا بكيت حتى تعود
البسمة إلى محياي ؟؟ من سيبحث عني خلف الأبواب؟!
أخــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــبرني؟!!!!
هـــــل سيعود بابا ليفعل ذلك؟؟
أم كنت السبب في أن أحمل لقب ((يــــــــتــــــــيـــــــــــم))...
نعم أنا يتيـــم الأب لكني لست يتيـــم الــــــــــــــــوطن...
فغداً سأكبر وألبس بدلة بابا...
وسأهزمك كما هزمك بابا...
وسيظل أبي في قلبي إلى الأبد...
ويظل وطني القلب الكبير الذي جمعنا ويجمعنا على الحب دائماً....
اليتيم ابن الوطن
كتبتها بقلمي تعبر عن حال أطفال شهداء الإرهاب عن تجربة حقيقية في احداثها وليست من نسج الخيال,,
لا أسألكم سوى الدعاء[/align]