كنت قد تعبت من القراءة الإلكترونية ، وشعرت روحي بحاجة للراحة الجسدية والتقيد بتعليمات الطبيب، ولكن أنى لنفسي الرضوخ ، فحملت كتاب جبران البدائع والطرائف من مكتبتي الخاصة وانزويت بعيدا عن التلفاز، وما أن بدأت في القراءة حتى نهضت والى الحاسب والى هنا المكان الذي أحرص على المرور به كل يوم ، وهنا قررت أن أنقل ما يحوز على إعجابي مما كتب جبران ، أرجو أن ينال إعجابكم..
وعظتني نفسي
وعظتني نفسي فعلمتني الاصغاء إلى الأصوات التي لا تولدها الألسنة ولا تضجّ بها الحناجر. وقبل أن تعظني نفسي كنت كليل المسامع مريضها، لا أعي سوى الجلبة والصياح، أمّا الآن فقد صرت أتوجس بالسكينة فأسمع أجواقها منشدة أغاني الدهور، مرتلة تسابيح الفضاء.
وعظتني نفسي
فعلمتني استنشاق ما لا تبثه الرياحين ولا تنشره المجامر. وقبل أن تعظني نفسي كنت إن اشتهيت عطرا طلبته من البساتين أو من القوارير أو من المباخر. أما الآن فقد صرت أشمّ ما لا يحترق ولا يهرق. وأملأ صدري من أنفاس زكية لم تمر بجنات من جنات هذا العالم ولم تحملها نسمة من نسمات هذا الفضاء.
لكم الشكر ودمتم بخير.