ظهرت في السنوات الأخيرة دراسات كثيرة في الغرب تتحدث عن تأثير القرآن على الأوضاع النفسية والصحية لدى الإنسان، ففي ولاية فلوريدا الأمريكية، قام كل من الدكتور صادق الهلالي وعبد أبومسعود بأبحاث طبية لفحص تأثير تلاوة القرآن الكريم على مجموعة من الأشخاص المتطوعين، الذين كان بعضهم من غير المسلمين، ولا يتحدثون اللغة العربية. قاماا بتقسيمهم إلى ثلاث مجموعات، أولها المجموعة التي تستمع لتلاوة القرآن الكريم، والأخرى تستمع إلى قراءات عربية غير قرآنية، والثالثة لا تستمع لأي شيء، واستعاناا بعدة أجهزة لفحص التغيرات النفسية والفسيولوجية للجميع. فأظهرت النتيجة استرخاءً وهدوء المجموعة التي استمعت للقرآن وتغييراً ايجابياً في ضربات القلب والدورة الدموية. بينما لم تطرأ أي تغيرات على المجموعتين الأخريين. وفي بحث مشابه قام به طبيب نفسي يدعي فاندر هوفن في عيادته في النرويج، وجد أن تلاوة القرآن وتكرار لفظ الجلالة "الله" بطريقته الصحيحة أتى بأثر إيجابي غير معقول على مرضاه، وهو ما اعتبر "اكتشافاً" غير مسبوق في مجال العلاج النفسي. على الرغم من انه! اكتشاف موجود منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة وموثق في قوله تعالى {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين". وهناك الكثير من الأمثلة والشواهد التي نسمع عنها كل يوم والتي يزداد بها اكتشافنا لمدى إعجاز القرآن الكريم مع زيادة التطور العلمي والتقني.. وهي النتيجة التي توصل إليها أيضاً الدكتور جاري ملير، من خلال كتابه الذي ألفه بعنوان "القرآن المذهل" The Amazing Quran. كل هذه الشواهد ذكرتني بقصة قديمة تتحدث عن قرية في منطقة الشام، كتب على أحد جدرانها "جرة فوق.. جرتين تحت" ولم يكن يعرف أهلها لماذا كتبت هذه العبارة، ولكن جرت العادة لديهم انه عندما يمر رجالهم بجوار هذا الجدار، يقومون بشد لحاهم - إن كانت لديهم لحى طبعاً - مرة فوق ومرتين تحت.. حتى أتى إلى القرية رجل غريب، واستغرب هذه العادة التي يقوم بها أهل القرية لدى مرورهم بالجدار، فاقترب منه وبدأ ينخر بإصبعه داخل الجدار، حتى اكتشفت يداه جرة مليئة بالذهب في أعلى الجدار، وجرتين أخريين تمتلئان بالمجوهرات في أسفله، الأمر الذي أصاب القرية وأهلها بالذهول. لا أدري إن كانت هذه الواقعة حقيقية أم مجرد قصة خيالية يتداولها الناس، ولكنها تعبر إلى حد ما عن حال بعض منا، ممن تعودوا المرور بالقرآن الكريم، دون أن يستوعبوا قيمته الحقيقية والكنوز التي يحملها داخله.
منقووووول للكاتبه:
ابتهال السامرائي